عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: في ذكر صفات الله العلى وأسمائه الحسنى

صفحة 155 - الجزء 1

  قِدَمُ العالم، وهو محال؛ (لأنه ليس إحداثُ أحدِهما) أي: العالَمِ ومُحدِثِهِ⁣(⁣١) (للآخر بأولى من العكس)؛ لعدم المخصص لأحدهما بكونه صانعاً والثاني بكونه مصنوعاً؛ لفرض مقارنتهما، وذلك واضح البطلان، (ولِمَا يلزم) لو فرضنا المقارنة - وقد ثبت حدوث العالم بما مرَّ من الدلالة على ذلك - (من حدوثه تعالى؛ لمقارنته المحدث) الذي هو العَالَمُ (ابتداءً) أي: من ابتداءِ وجودهما (فيحتاج) مُحْدِثُ العالَمِ حينئذٍ (إلى مُحدِثٍ) يُحدثه ومحدثُهُ إلى محدِثٍ (وتسلسل) إلى ما لا نهاية له، (وهو) أي: التسلسل (محال)؛ لعدم النهاية؛ فوجب أن يكون محدث العالم قديماً (غيرَ محدَثٍ) أي: لم يكن مصنوعاً لصانعٍ البَتَّة؛ (لِمَا يلزم من التسلسل) كما مَرَّ آنفاً (أو التحكم) أي: القطع والحكم بأن مُحدِثاً مُقْتَصراً عليه أحدث مُحدِثَ العالم بلا حجة ضرورية ولا دليل يُستدل [به⁣(⁣٢)] عليه (في الاقتصار على البعض) حيث قلنا: يحتاج إلى مُحدِثٍ ولا يحتاج مُحدِثُهُ إلى مُحدِثٍ (كما تزعمه المُفَوِّضة(⁣٣)) وهم: فرقة من الرافضة زعموا أن


(١) في (أ): أو محدثه.

(٢) مثبت من (ب).

(٣) قال المجلسي في مرآة العقول ٣/ ١٤٧: والمفوضة صنف من الغلاة وقولهم الذي فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الأئمة وخلقهم وإضافة الخلق والرزق إليهم ودعواهم أن الله تعالى تفرد بخلقهم خاصة وأنه فوض إليهم خلق العالم بما فيه وجميع الأفعال. انتهى. ولكن بعض المتأخرين من الإمامية يقولون: إنه إذا كان تحت إرادة الله سبحانه مثل أفعالنا فإنه حق بزعمهم فيثبتون التفويض في الخلق والرزق والإحياء والإماتة تحت إرادة الله سبحانه، وكذلك التصرف في هذا الكون، وأن لهم القدرة على ذلك، وعلى الكرامات والمعجزات، وأن ذلك ليس من قبيل استجابة الدعاء، وأن قدرتهم على ذلك مثل قدرتنا على الحركة والسكون، وهذا التفويض يسمونه الآن الولاية التكوينية، ويقولون: إنه إذا كان تحت إرادة الله سبحانه التكوينية فقد صار حقاً، وإنما فارقوا الغلاة به، وبعضهم يقول به في المعجزات دون خلق الإنسان ونحو ذلك وبعضهم ينفي ذلك كله ويجعل المعجزات من قبيل استجابة الدعاء، هذا ما ظهر لي من تتبع أقوالهم والله تعالى أعلم؛ ففي كتاب الأربعين للسيد الموسوي الخميني ص ٤٨٧: (يظهر من كلام العلماء وخاصة (...) المجلسي (...) أن الإيمان بالتفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء إلى غير الحق سبحانه كفر صريح ولا يستريب عاقل في كفر من قال به، =