(فصل:) في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره
  والكرابيسي(١) (والحشوية(٢): بل الله تعالى جسم)، وأفرط هشام بن الحكم والجواليقي في التجسيم(٣)، وفي الوصف بالأعضاء والجوارح تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
= الشيخ العالم الدَّيِّن أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي شاه سربيحان في المحيط بالإمامة. انتهى وفي كتاب الكافي للكليني ١/ ١٠٦ عن إبراهيم بن محمد الجزار ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا # فحكينا له أن محمد ÷ رأى ربه في صورة الشاب الموفق في سن أبناء الثلاثين، وقلنا: إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والبقية صمد ... إلخ، وفي الكافي أيضاً ١٦/ ١٠٥ عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي إبراهيم # قول هشام بن سالم الجوالقي وحكيت له قول هشام بن الحكم إنه جسم قال: إن الله لا يشبهه شيء ... إلخ، وفيه ١/ ١٠٥ أيضاً عن محمد بن فرج الرخجي قال: كتبت إلى أبي الحسن # أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة فقال: دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان وغير ذلك من الروايات كثير تركناه للاختصار. هذا، والإمامية تعتمد على الجواليقي وتوثقه، والمتأخرون منهم لا يقولون بالتشبيه.
(١) هو الحسين بن علي يزيد، أبو علي الكرابيسي، وكان متكلماً، عارفاً بالحديث، من أهل بغداد. نسبته إلى الكرابيس - وهي الثياب الغليظة - كان يبيعها. (الأعلام للزركلي). وقال في الجداول الصغرى: أبو عبدالله الكرابيسي الحسين بن علي بن يزيد البغدادي، كان من متكلمي المبتدعة. توفي سنة خمس وأربعين وقيل: ثمان وأربعين ومائتين. قلت: الحسين، كان من النواصب والمبغضين لآل الرسول ذكره المرتضى وغيره. (باختصار من المصدرين).
(٢) الحشوية لا مذهب لهم منفرد، وأجمعوا على الجبر والتشبيه، وجسموا وصوروا، وقالوا بالأعضاء وقِدَم ما بين الدفتين من القرآن. (من الشرح الكبير). قال في الشافي: ويقولون: إن الله تعالى على العرش ويجوزون عليه الصعود والنزول، ويثبتون لله تعالى الأعضاء ويروون: «له يدان كلتاهما يمين» ومن عجائبهم أن واحداً منهم روى أن جهنم لا تمتلئ حتى يضع الجبار فيها قدمه، ولهم ترهات كثيرة. ومن رجالهم الكرابيسي وأحمد بن حنبل، ضربه المعتصم بالسياط، وأحمد بن نصر الخزاعي قتله الواثق وإسحاق بن راهويه وداود الأصفهاني وغيرهم. (باختصار).
(٣) في البحار للمجلسي ٣/ ٣٠٥ عن عبدالملك بن هشام الخياط قال: قلت لأبي الحسن الرضا #: أسالك جعلني الله فداك ... إلى قوله: فقلت: جعلت فداك، زعم هشام بن سالم أن الله ø صورة وأن آدم خلق على مثال الرب فنصف هذا ونصف هذا وأومأت إلى جانبي وشعر راسي، وزعم يونس وهشام بن الحكم: أن الله شيء لا كالأشياء، وزعما أن إثبات الشيء أن يقال: جسم فهو جسم لا كالأجسام ... إلخ. وفي التوحيد للصدوق ١٦/ ٧ عن يعقوب بن السراج قال: قلت لأبي عبدالله #: إن بعض أصحابنا يزعم أن الله صورة مثل صورة الإنسان، وقال آخر في =