عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معنى الكرسي]

صفحة 190 - الجزء 1

  ولقد بَنَتْ لي عَمَّتِي في مَأربٍ ... عَرشاً على كُرْسيِّ مُلْكٍ مُتْلَد

  أي: قديم.

  (وقيل: بل) هو (قدرته) أي: اقتداره⁣(⁣١).

  (وقيل: بل) هو (تدبيره). وهذه الأقوال قريبة من الأول؛ إذ عِلْمُ الله سبحانه وملكه وقدرته وتدبيره في المعنى سواءٌ؛ لأنها من صفات الله تعالى العظيمة، وصفات الله هي هو لا غيره، والمعنى: أن هذه الصفات له جل وعلا لا على إضافة شيء إليه.

  وأما قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ ..} الآية [الحاقة: ١٧] فهو على حذف مضاف، أي: أمْرُ عرش ربك، أي: أمْرُ ملك ربك، وهو ما يتعلق بالمخلوقين من المحاسبة وإيصال الثواب والعقاب إليهم، ونحو ذلك. وهذه الآية من أعظم الدلائل على أن المراد بالعرش هو الملك، والله أعلم.

  وقالت (الحشوية: بل العرش سرير، والكرسي دونه) أي: أصغر منه.

  (قلنا: لا يحتاج إلى ذلك إلا المخلوق) للتنعم عليهما؛ (لِما مَرَّ) من أن الله تعالى غني عن كل شيء.

  وقال (الإمام المهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره) من المتأخرين: (يجوز أن يكونا) أي: العرش والكرسي (قبلتين للملائكة $) كما أن الكعبة قبلة للبشر يتعبدهم الله سبحانه بتعظيمهما، ثم قال في آخر كلامه: وحَمْلُهُ على التشبيه المجازي أولى.

  (قلنا: لا دليل) على ما ذكره المخالف (ولا وثوق برواية الحشوية) مع ما تضمنت من ظاهر العبث حيث قال بعضهم: إن للعرش ألف ألف رأس، ونحو ذلك.


(١) في الأصل: اقتهاره. وفي (أ، ب): اقتداره.