(فرع:) (والله تعالى لم يلد ولم يولد):
  وقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً}[البقرة: ٥٥]، فأراد موسى ~ أن يسمعوا النصَّ مِن الله سبحانه باستحالة ذلك، فقال الله سبحانه: {لَنْ تَرَانِي} وخَرَّ موسى ~ مغشياً عليه من تلك المقالة العظيمة ... إلى آخر كلامه.
  وللقاسم والهادي @ في تفسيرها خلاف ذلك، وقد ذكرناه في الشرح.
(فرع:) (والله تعالى لم يلد ولم يولد):
  كما حكى الله سبحانه وتعالى في سورة الصمد حين سألت اليهود النبيءَ ÷ عن الله تعالى، فأنزل الله عليه سورة الصمد.
  وقال (بعض اليهود) قال في الكشاف: وهم ناس من اليهود ممن كان بالمدينة. وعن ابن عباس ¥ أنه جاء إلى رسول الله ÷ سَلَّام بن مِشْكَم ونُعمان بن أوفى وشاسُ بن قيس ومالك بن الصَّيِّف فقالوا: (بل وَلَد) الله - سبحانه وتعالى عن ذلك - (عُزَيْراً)، قال في الكشاف: وسبب قولهم ذلك في عزير أن اليهود قتلوا الأنبياء من بعد موسى # فرفع الله عنهم التوراة ومحاها عن قلوبهم، فخرج عزير وهو غلام يسيح في الأرض فأتاه جبريل # فقال: إلى أين تذهب؟ فقال: أطلب العلم، فَحَفَّظَهُ التوراة، فأملاها عليهم لا يخرم حرفاً، فقالوا: ما جمع الله التوراة في صدره إلا أنه ابنه.
  وقال (بعض النصارى: بل وَلَد) - سبحانه وتعالى عن ذلك - المسيحَ (عيسى) بن مريم #، وهؤلاء هم الذين حكى الله سبحانه مقالَتَهم بقوله ø: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الله} ... الآية [التوبة: ٣٠].
  وقال (بعض اليهود وبعض النصارى معاً) أي: أجمعوا على هذا القول معاً فقالوا: (هم أبناءُ الله) كما حكى الله عنهم في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ}[المائدة: ١٨]. قال في الكشاف: معنى قوله تعالى حاكياً: «أبناء الله» أي: أشياع ابنَي الله عزير والمسيح، كما قيل لأشياع أبي خبيب -