عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فرع:) (والله تعالى لم يلد ولم يولد):

صفحة 203 - الجزء 1

  وهو عبد الله بن الزبير⁣(⁣١) -: الخُبيبيُّون، وكما كان يقول رهط⁣(⁣٢) مسيلمة: نحن أنبياء الله، وكما يقول الملك وذووه وحشمه: نحن الملوك. أي: كلُّ فرقةٍ منهم ادَّعت ذلك وإلَّا فكلُّ فرقةٍ تضلل الأُخرى.

  (قلنا) ردّاً عليهم: (الولد يستلزم الحلول) في الوالد (ثم الانفصال) عنه بعد ذلك (ولا يُحَل إلا في جسم ولا يُنفَصل إلا عنه، والله تعالى ليس بجسم؛ لِما مَرَّ) من الأدلة على ذلك.

  (و) من السمع ما (قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ۝ الله الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}) [الإخلاص: ١ - ٤]، (و) ما (قال) جل وعلا (حاكياً) عن الجن الذين استمعوا القرآن (ومقرراً) لقولهم: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}⁣[الجن: ٣] أي: تعالى شأنه وسلطانه (ما اتخذ صاحبة ولا ولداً) أي: تنزه عن ملامسة النساء وطلب الولد، (و) ما (قال تعالى:) {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ١٠٠ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ) وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ


(١) عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو خبيب، الأسدي، أول مولود من المهاجرين بعد الهجرة، شهد مع خالته عائشة الجمل. بويع له سنة (٦٤ هـ) بعد معاوية بن يزيد، وتخلّف عن بيعته ابن عباس وابن الحنفية، ثم حصره الحجاج بمكة، وقتل في جمادى سنة (٧٣ هـ)، وهي عمره. قال الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن $ فيه: وهو الذي ترك الصلاة على رسول الله ÷ أربعين جمعة في خطبته، فلما التاث عليه الناس قال: إن له أهيل سوء إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم واشرأبوا لذكره، فأكره أن أسُرَّهم أو أقر أعينهم، رواه أبو الفرج في المقاتل. وفي شرح النهج: كان عبدالله بن الزبير يبغض علياً وينتقصه. قال علامة العترة النبيل محمد بن عقيل |: وأما وصول أبي عبدالله الجدلي ومن معه ومنهم أبو الطفيل لإنقاذ ابن الحنفية ومن معه فذلك من أعظم مناقبهما ومن أكبر منزلة عند الله تعالى وعند النبي ÷، فقد أثبت ثقاة المؤرخين أن ابن الزبير وضع ابن الحنفية ومن معه من بني هاشم في السجن، ووضع فيه حطباً وألقى عليه النار فصادف ذلك وصول الجدلي وأبي الطفيل ومن معهما، فأنقذ الله بهم العترة أنقذهم الله من كل سوء. (لوامع الأنوار باختصار).

(٢) عدد جمع من ثلاثة إلى عشرة. (المحيط في اللغة).