(فصل): [والله تعالى لا يجوز عليه الفناء]
  وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٠١}[الأنعام]، (و) ما (قال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً} [الإسراء: ١١١] وقد صح) أي(١): القرآنُ والاستدلالُ به (بما يأتي) في كتاب النبوة(٢) (إن شاء الله تعالى).
  واعلم أنه يجوز الاستدلال بالقرآن على تنزيه الله ووحدانيته ونفي التشبيه عنه تعالى اتفاقاً.
(فصل): [والله تعالى لا يجوز عليه الفناء]
  قال المسلمون وأكثر أهل الملل الكفرية: (والله تعالى لا يجوز عليه الفناءُ) والفناءُ هو ضد البقاء؛ (لأن الفناء لا يكون إلا بقدرة قادر؛ إذ لا تأثير لغير القادر كما مَرَّ)؛ لأنه إعدام الموجود، فهو فعل يتعلق بالموجود لإعدامه، ولا بد للفعل من قادر (والله سبحانه(٣) ليس من جنس المقدورات)؛ لأن المقدورات كلها إنما هي أجسام وأعراض فقط، (فلا تعلّق به) جل وعلا (القدرة؛ لِما مَرَّ) من أنه ليس بجسم ولا عَرَض؛ فاستحال عليه الفناءُ سبحانه وتعالى.
  وقال (بعض العِلِيَّة) وهم من زعم أن للعلة تأثيراً كتأثير الفاعل، وهم بعض المعتزلة الذين زعموا أن العلل تؤثر في الصفات والأحكام، فقالوا: (بل لأنَّ ذاته تعالى أوجبت وجوده) وكذلك أيضاً أوجبت عالِميتَهُ وقادِريتَهُ وحييتَهُ، (والذات) أي: ذاته تعالى (ثابتة في الأزل، وهو) أي: الوجود أمر زائد عليها كما مر لهم، وهو (لا يتخلف عنها) أي: عن الذات (كما مَرَّ لهم) في الصفات والمؤثرات؛ فلزم من ذلك وجوده تعالى في الأزل واستحالة الفناء عليه؛ لوجود العلة المقتضية لوجوده تعالى في الأزل.
(١) «أي»: مثبت في (ب).
(٢) في (ب): النبوات.
(٣) وتعالى. (ش ك).