عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [لا إله غير الله تعالى]

صفحة 208 - الجزء 1

فصل: [لا إله غير الله تعالى]

  (والله لا إله غيره) أي: لا مشارك له في الإلهية والربوبية؛ إذ هو الواحد الذي ليس كمثله شيء. ومعنى الواحد في حقه: المتفرد بصفات الكمال، (خلافاً للوثنية) وهم عُبَّاد الأوثان - وهي الأصنام - على اختلافِ⁣(⁣١) طبقاتهم لِتُقربهم إلى الله زلفى بزعمهم، (والثنوية) وهم من أثبت مع الله تعالى إلهاً غيرَه، وهم فِرَق: منهم من زعم أن العوالم كلها محدَثةُ الصور قديمةُ الموادِ، وأن النور والظلمة قديمان، وأن العالم ممتزجٌ منهما، (والمجوس، وبعض النصارى).

  أما الثنوية فزعموا عن آخرهم أن حصول العالم وتكوينه من امتزاج النور والظلمة، وأنهما كانا في الأصل قديمين⁣(⁣٢) لا ثالث لهما ثم امتزجا في أنفسهما، فكان حصول هذا العالم من امتزاجهما، حكى هذا عنهم الإمام يحيى # في الشامل، وقد بَسَطْنَا شيئاً من أقوالهم في الشرح.

  قال⁣(⁣٣): وأما المجوس فقد دَانُوا بأن لهذا العالم صانعاً قادراً عالماً حيّاً، ولهم أقاويل مضطربة، وهم ثلاث فرق:

  الأُولى: زعموا أن النور قديم لم يزل وحده، وأنه ذو أشخاص وصور، وأن جميع الخير والصلاح والمنافع كلها من جهته، وسَمَّوه يَزْدَان، وأن الشيطان متولِّدٌ من شكٍّ عَرَضَ له، وقالوا: إن جميع المضَارِّ والشرور والقتل والفساد كلها من الشيطان، وسموه إهْرَمَنّ، ثم اختلفوا في كونه جسماً ومحدثاً، فالأقلون منهم زعموا أنه قديم، والأكثرون منهم ذهبوا إلى أنه محدث وأنه جسم، ثم اختلفوا، فمنهم من قال: إنه حَدَثَ من شكٍّ عَرَض ليزدان وفكرةٍ رديَّة. ومنهم من زعم أنه حدث من عفونات الأرض.


(١) على اختلافٍ في طبقاتهم. من هامش الأصل.

(٢) في (أ): قديمين متباينيين.

(٣) أي: الإمام يحيى #.