عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [لا إله غير الله تعالى]

صفحة 211 - الجزء 1

  وأُقنوم الابن، وأُقنوم روح القدس، وأنهم يريدون بأُقنوم الأب: الذات، وبأقنوم الابن: العلم، وبأقنوم روح القدس: الحياة - فتقديره: [ولا تقولوا⁣(⁣١)] الله ثلاثةٌ، وإلَّا فتقديره: الآلهة ثلاثة. والذي يدل عليه القرآن التصريحُ منهم بأن الله والمسيح ومريم ثلاثة آلهة، وأن المسيح ولد الله من مَرْيَم، ألا ترى إلى قوله تعالى: {أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ الله}⁣[المائدة: ١١٦] {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الله}⁣[التوبة: ٣٠]، والمشهور المستفيض عنهم أنهم يقولون: في المسيح لاهوتية وناسوتية من جهة الأب والأم. انتهى.

  (قلنا) في الرد على من زعم أن مع الله إلهاً آخر وجميعِ المخالفين في [هذه⁣(⁣٢)] المسألة: (مِنْ لازم كلِِّ كُفُوَين) أي: مثلين (اختلافُ مُرَادَيْهِمَا) فيصح أن يريد أحدهما تسكين الجسم في حال ما يريدُ الآخرُ تحريكَهُ، فإمَّا أن يوجد مراداهما ويجتمع الضدان، وهو محال، وإما أن لا يوجد مراد واحد منهما، وهو محال؛ لخروجهما عن كونهما قادرين، وإن وجد مرادُ أحدهما دون الآخر مع أنهما مثلان ومشتركان في جميع الصفات فهو محال أيضاً؛ لأنه ينقض التماثلَ وخروجَ أحدهما عن كونه قادراً؛ لعجزه عن إيجاد مراده، ({فَلَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا}) أي: السماوات والأرض ({وَلَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بَمَا خَلَقَ وَلَعَلَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}) بقهره إياه، وفي هذا إشارة إلى دليل السمع، وهو يصح الاستدلال به في هذه المسألة اتفاقاً، والقرآن مملوءٌ بالآيات الناطقة بتوحيد الله تعالى، (و) إذاً (لرأينا آثار صنع كل إلهٍ) متميزاً عن صنع⁣(⁣٣) غيره (ولأتتنا رسلهم)؛ إذ لا بُدَّ للإله من رسولٍ (ولم يقع شيء من ذلك) الذي ذكرنا (فهو) أي: عدم وقوعه (إمَّا أن يكون لعدم الآلهة إلَّا الله، فهو الذي نريد) وهو الذي


(١) ما بين المعقوفين مثبت في (أ).

(٢) ما بين المعقوفين مثبت في (أ).

(٣) «صنع» ساقطة من (أ).