عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø]

صفحة 213 - الجزء 1

  وجود القرآن الكريم وفيه الآيات الكثيرة والدلالات الباهرة المنيرة القطعية الجلية في نفي ثاني إله البريَّةِ فلا يخلو: إمَّا أن يُوجداه معاً أو يُوجدَه أحدُهما أو يوجدَه غيرُهما.

  إن أوجداه كانا كاذبين جاهلين ولم يكونا إلهين. وإن أوجدَه أحدُهما كان كاذباً أيضاً والثاني عاجزاً؛ إذ⁣(⁣١) لم يمنعه عن نفيه ولم يكونا ربَّين. وإن أوجدَه غيرُهما، فمع وجود الثاني يكون كاذباً ولم يكن ربّاً، ومع عدمه يكون صادقاً وهو الله رب العالمين.

فرع:

  قالت (العترة $ والجمهور) من العلماء من الزيدية وغيرهم: (ولا قديم) يوجد (غير الله تعالى)؛ لما مَرَّ في فصل حدوث العالم من أن كل ما عدا اللهَ سبحانه جسمٌ أو عَرَضٌ، وكلُّ جسم أو عَرَضٍ محدثٌ، (خلافاً لمن أثبت معاني قديمة) وهم الأشعرية والكُرَّامية حيث جعلوا صفاته تعالى معاني قديمة قائمة بذاته على ما تقدم ذكره عنهم، (و) خلافاً لمن أثبت (كلاماً قديماً) وهم الأشعرية أيضاً والحشوية فإنهم قالوا: إنَّ كلام الله قديم، وسيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى.

  (قلنا: يلزم أن يكون للقدماء) الذين زعموهم (ما له تعالى من الإلهية) والصفات الحميدة والأسماء الحسنى؛ (لعدم المخصص) لبعض القدماء على بعض مع الاشتراك في القدم، (ولعدم الفرق) حينئذٍ بين قديم وقديم، (وقد بطل أن يكون غيره) جل وعلا (إلهاً بما مَرَّ) من الأدلة.

(فصل): [في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø]

  (ولم يكلف الله) سبحانه (عباده العقلاء من معرفة ذاته إلَّا ما مَرَّ) ذكره فيما سبق، فأما من لا عقل له فلا تكليف عليه.


(١) في الأصل: إن، وفي (أ، ب): إذ.