فرع:
  ضرورةً عما يصح أن يُدرك بالمشاعر) أي: يُعلم استحالة فهم التعبير بضرورة العقل عما لا يصح أن يُدرك بالمشاعر وما يلحق بها.
  (وهي) أي: المشاعر: (الحواس الخمس): السمع، والبصر، والطعم، والشم، واللمس، (وما يلحق بها) أي: بالحواس الخمس في الإدراك، (وهو الوجدان) وهو ما يدرك بالعَرَض النفسي (المدرك به نحو لذة النفس وألمها) واللذَّةُ: إدراكٌ ونيلٌ لما هو عند المدرِك كمالٌ وخيرٌ. والألم: إدراك ونيلٌ لما هو عند المدرِكِ نقصٌ وضرٌ.
  ومعنى الإدراك به أنه (يفهم(١) المخاطب ما كان أدركه) أي: الشيء الذي أدركه بعينه من المدركات (بها) أي: بالحواس الخمس وما يلحق بها، وذلك المدرك هو المسموع والمبْصَرُ والمطعوم والمشموم والملموس، ولذة النفس وألمها، (أو يفهم المخاطب مثلَه) أي: مثل ما أدركه من المدركات يفهمه بالقياس على ما أدركه بعينه منها (بالتعبير المعروف الدلالة) أي: الذي عرفت دلالته (على نحو ذلك الْمُدْرَك) الذي ثبت وَوُجد (عنده) أي: عند المخاطب، كما إذا عُبِّرَ عن إنسانٍ لم يدركه ببصره أو عن ملموسٍ لم يلمسه أو مطعومٍ لم يطعمه أو ألمٍ أو لذةٍ لم يدركهما - فإنه يفهمه ويتصوره ويمكن التعبير عنه بالقياس على ما قد أدركه؛ لأنه مثله، (و) قد علم أنه (لا يصح أن يدرك بالمشاعر) المذكورة (والوجدان) المذكور (إلا [ما كان(٢)] جسماً أو عَرَضاً، وقد بطل بما مَرَّ) وتكرر (أن يكون) الله (تعالى جسماً أو عَرَضاً؛ فثبت) بذلك (تعذر فهم التعبير عن كنه ذاته تعالى).
= ولكل صارم نبوة؛ فانظر إلى مساقط أنظار العباد، ومهابط إدراكاتهم في الإصدار والإيراد، فسبحان من أحاط بكل شيء علماً. تمت إملاء سيدي العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي حفظه الله آمين عام ١٣٥٧، بالجامع المقدس بصعدة. كتبه الحقير حسين بن علي حابس ثبتهما الله تعالى آمين تمت.
(١) هذا تفسير لقوله: «إنما يفهم ضرورة». من هامش (ب).
(٢) مثبت من الشرح الكبير.