عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الصفة ومعانيها وما يلحق بذلك]

صفحة 223 - الجزء 1

  إني كفاني مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ ... جارٌ كجارِ الحُذَاقِي الَّذي اتَّصَفَا

  أي: صار موصوفاً بحسن الجوار.

  ويقال: العِلْمُ صفةٌ لزيدٍ والأعراضُ صفاتُ الأجسامِ.

  قال في الصحاح: وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا؛ لأن الصفة عندهم هو النعت، والنعت هو: اسمُ الفاعلِ، نحو: «ضارب»، والمفعولِ نحو: «مضروب»، أو ما يرجع إليهما من طريق المعنى، نحو: «مثل وشبه». انتهى.

  وأما الإمام # فقد أراد بالصفة المعنى المصطلحَ عليه: الكلامي والنحوي واللغوي على ما نبين لك، فقال: (لفظها مشترك) بين معانٍ:

  الأول منها: (عبارة عن ثبوت الذات على شيءٍ) من الأشياء، (نحو ثبوت الحيوان على حياته) فثبوت الحيوان على الحياة صفةٌ له. وهذا في اصطلاح بعض أهل علم الكلام، وفي اللغة: الحياةُ نفسُها صفةٌ للحيوان.

  (و) الثاني: ما هو (عبارة عن شيءٍ هو الذات)، وذلك (نحو قدرة الله) تعالى وعلمِ الله وحياةِ الله وسمعِ الله وبصرِهِ وجميع صفاته فإنما هي هو جلَّ وعلا لا غيره. وهذا معلوم بالعقل لا باللغة، والله أعلم.

  (و) الثالث: ما هو (عبارة عن اسم وضع لذاتٍ باعتبار تعظيم) لتلك الذات، (نحو قولنا: «أحدٌ» نريد به الله تعالى، فإنه عبارة عن ذاته تعالى باعتبار كونه) سبحانه وتعالى (المتفرد) أي: المختص عمن سواه (بما لا يكون من الأوصاف الجليلة) أي: العظيمة التي هي صفات الإلهية (إلَّا لَهُ) جل وعلا عن كل شأن شأنُهُ، من مثل ما دَلَّنا عليه قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ١ الله الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤاً أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]. وهذا باعتبار اللغة اسمٌ


= طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شاباً في هجر، قيل: ابن عشرين عاماً، وقيل: ابن ست وعشرين. أشهر شعره معلقته، ومطلعها: «لخولة أطلال ببرقة ثهمد». (الأعلام للزركلي باختصار).