عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الصفة ومعانيها وما يلحق بذلك]

صفحة 225 - الجزء 1

  صفاتُه تعالى نحو كونه قادراً) وعالِماً وحيّاً ونحوها (عبارةً عن قول الواصف⁣(⁣١)، وذلك بَيِّنُ البُطلان) أي: يؤدي إلى أنه تعالى ليس له صفةٌ إلا قول ذلك الواصف فقط.

  ويمكن أن يقال: النزاع إنما هو في أمرٍ لغويٍّ فإذا ثبت مِنْ وضع اللغة أن القائل إذا قال: «الله سبحانه عالم قادر» سُمِّيَ واصفاً؛ لفعله القولَ المتضمِّنَ للصفة - صح ذلك ولا مانع منه، ولا يلزم ما ذكر، كما لا يلزم من قول القائل: «زيدٌ كريمٌ» أن لا يكون زيدٌ موصوفاً بالكرم إلا إذا قيل: إن الصفة ليست إلا بمعنى القول، وهو بعيد؛ لأنهم قد حَدُّوا الصفة في الاصطلاح فيما تقدم في المؤثرات: أنها المزية التي تُعلم الذاتُ عليها شاهداً وغائباً، والله أعلم.

  (وقال) الإمام المهدي (#: لو كانت الصفة اسماً لذاتٍ باعتبار معنىً لزم أن يكون من قام قد فعل لنفسه⁣(⁣٢) فعلاً وصفةً⁣(⁣٣)؛ لأنه باعتبار معنىً وهو القيام). لفظ الإمام المهدي # ردّاً على من زعم أن الصفة موضوعة لمعنى في الموصوف، لا أنها⁣(⁣٤) عبارة عن قول الواصف، فإذا قيل: «زيدٌ كريمٌ»


(١) في (أ): «واصف».

(٢) وفي (أ): «من قام بنفسه قد فعل صفة».

(٣) ساقط من (ب).

(٤) اعلم أن الصفة في اللغة لها معنيان: أحدهما: أن تكون مصدراً لوصف، وهو الذي صرح به الإمام في القسم الخامس، وهي بهذا المعنى عبارة عن الوصف وهو قول الواصف، وثانيهما: أن تكون اسماً للمعنى كالعلم والحياة في الشاهد، وهذا هو محط الأنظار فالإمام القاسم # اختار ثبوته، والإمام المهدي # نفاه، وقصر الصفة على المعنى الأول وهو الذي حكاه في الصحاح عن النحويين حيث قال قريباً: وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا؛ لأن الصفة عندهم هو النعت، والنعت هو اسم الفاعل، والاختلاف إنما هو باعتبار أصل وضع اللغة، وإلا فالإمام المهدي لا ينكر جواز إطلاق الصفة على المعنى مجازاً كما صرح بذلك في شرح القلايد، فالحياة والعلم والقدرة عنده ليست صفات وإنما هي مدلولات لمدلولات الصفات، فمدلول الصفة قولك: عالم، ومدلول عالم العلم، كالاسم فإن مدلوله زيد مثلاً، ومدلول زيد الذات، وهذا مما لا يحوج إلى تطويل، والاعتماد على ما ثبت في الوضع، وكلا الإمامين @ سابق في مضمار =