[الصفة ومعانيها وما يلحق بذلك]
  إذا مَا أدْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاهَا ... لَهَا الْإدْلَاج لَيْلَةَ لَا هُجُوْعُ
  يريد أجادت السير، فقد سمَّاها واصفةً؛ لفعلها الوصف. ومن ذلك قولهم: «وَصُفَ الغلامُ» - بالضم -، إذا بلغ الخدمة، فهو وصيفٌ بَيِّنُ الوصافة.
  قال #: (قلنا) أي: في الجواب على الإمام المهدي #: (ليس باسم) وقد قلنا في الصفة: إنها اسم لذات باعتبار معنىً.
  (وقال) أي: الإمام المهدي (#: الاسم والصفة عبارة عن قول الواصف فقط). قد تقدم حكاية قوله # في ذلك.
  (قلنا) في الرد عليه: (يلزم أن لا يُفهم إلَّا مجرد قوله فقط لا معناهما) أي: الاسم والصفة (وهو الذات وما يلازمها) من المعاني كالكرم ونحوه، (وذلك خلاف المعلوم ضرورة) أي: يُعلم خلافه بضرورة العقل.
  ويمكن أن يقال: مدلولُ الاسمِ والصفةِ القولُ، ويُفهم مع القولِ المعنى - وهو الكرم المتعلق بزيد - وهو الذي نريد بالصفة؛ لأنه لَمَّا تضمن هذا القولُ الصفةَ سُمِّيَ صفةً ووصفاً، وذلك معلوم.
  وسواء كان مطابقاً للواقع - بأن يكون زيد كريماً في الواقع - أم لا، فإن هذا اللفظ قد دَلَّ عليه، وإذا دَلَّ عليه صح أن يُسمَّى صفةً ووصفاً، وقد وقع ذلك بحسب وضع اللغة، وكذلك الاسم مثل: «زيد أو ضرب» مثلاً فإنه قول؛ لأن الاسم غير المسمى، ومع ذلك قد تضمَّنَ الدلالةَ على الذات، وهي ذات زيد وذات الضرب، والله أعلم.
  وقالت (الأُمورية) وهم من زعم أن صفات الله تعالى أمور زائدة على ذاته جل وعلا: (ما هو اسم لذات باعتبار معنى المماثلة) كما قالوا في القادرية: إنها مماثلة للعالمية في كونها أمراً زائداً على الذات، (أو) [باعتبار معنى](١) (المغايرة)
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (أ، ب).