[المجاز]
  (و) خلافاً (للظاهرية(١)) أصحاب داود(٢) الأصفهاني الظاهري (فيه) أي: في الكتاب العزيز (وفي السنة)، فقالوا: لم يقع فيهما، قالوا: لأن المجاز أخو الكذب وهو لا يجوز على الله تعالى.
  (لنا) عليهم (ما مَرَّ) من قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ}.
  (و) في وقوعه في السنة: (قوله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها)، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»(٣) والمعلوم أن العلم ليس له مدينة على الحقيقة، وأن النبيء ÷ ليس مدينة، وأن عليّاً # ليس باباً لها على الحقيقة، وإنما شَبَّه ÷ العلمَ بالأشياء المحسوسة التي تجمعها المدينة على طريق الاستعارة بالكناية، فأثبت له المدينة تخييلاً، وشبَّه ذاته الكريمة بتلك المدينة فجعلها ظرفاً لتلك الأشياء المحسوسة، بجامع أنه يؤخذ منه ÷ كلُّ ما يُحتاج إليه من المنافع، كذلك المدينة فيها كل ما يُحتاج إليه من المنافع، وشبَّه عليّاً بباب تلك المدينة إشارةً إلى أنه لا طريق لأحدٍ إلى العلم الحقيقي النافع إلَّا من علي #. وفي هذا دلالة على أنه من خالف عليّاً # فقد خالف الحق.
  ومما يروى عن بعض منكري المجاز أنه لما سمع أبا تمَّام(٤) ينشد قوله:
(١) تنسب إلى داود الملقب بالظاهري، وسميت بذلك لأخذها بظاهر الكتاب والسنة وإعراضها عن التأويل والرأي والقياس، وكان داود أول من جهر بهذا القول. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) هو داود بن علي بن خلف أبو سليمان البغدادي المعروف بالأصبهاني رئيس أهل الظاهر مولده سنة مائتين وأصله من أصبهان، ومولده بالكوفة، ومنشؤه ببغداد وقبره بها في الشونيزية ومات سنة سبعين ومائتين. (سير أعلام النبلاء باختصار).
(٣) قد سبق تخريجه في أول الكتاب.
(٤) حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام: الشاعر، الأديب، أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسورية) ١٨٨ هـ، ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته، فأقام في العراق. ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفي بها ٢٣١ هـ. له تصانيف منها: (فحول الشعراء - خ)، و (ديوان الحماسة - ط). (الأعلام للزركلي باختصار).