[علاقات المجاز]
  تكون في السبع المخصوص؛ فتكون استعارة تصريحية؛ لأنه قد أطلق لفظ المشبه به - وهو الأظفار المحققة - على المشبه - وهو صورة وهمية شبيهة بصورة الأظفار المحققة، والقرينةُ إضافتها إلى المنية، وليست استعارةً تحقيقيةً؛ لأن المشبه هاهنا ليس محققاً حسّاً ولا عقلاً.
  وهذا الذي ذكرناه من تفسير الاستعارة بالكناية هو قول السكاكي(١). وأما صاحب التلخيص(٢) فإنه جعل الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية من «باب التشبيه المضمر في النفس» وليستا من المجاز، والحقُّ هو الأول، والله أعلم.
  وإنما استلزمت الاستعارةُ بالكناية الاستعارةَ التخييلية لأن التخييلية قرينة المكنّى عنها، أمَّا عند السكاكي فلأنه لو لم يذكر الأظفار وإنشابها لَمَا عرف أن المراد بالمنية السبع بادِّعاء السبعية لها، وأمَّا عند صاحب التلخيص فلأنه لا يعلم تشبيه المنية بالسبع إلَّا بذلك.
  (ولفظ «يفترس») يسمَّى (استعارة تبعيَّة) وإنما سُمِّيت تبعية لأن الاستعارة في الأفعالِ وما أشبهها تابعةٌ للاستعارة في المصادر؛ لأنه لَمَّا شبَّه قتلَ الأقرانِ بالافتراس صح أن يشتق من الافتراس الفعل واسم الفاعل واسم المفعول ونحو ذلك.
(١) يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوارزمي أبو يعقوب، عالم بالعربية والأدب، مولده ووفاته بخوارزم (٥٥٥ - ٦٢٦ هـ). من كتبه: مفتاح العلوم. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) صاحب التلخيص هو محمد بن عبدالرحمن بن عمر، أبو المعالي القزويني، المعروف بخطيب دمشق، قاض أصله من قزوين، ومولده بالموصل (٦٦٦ هـ). ولي القضاء في ناحية بالروم، ثم قضاء دمشق سنة ٧٢٤ هـ فقضاء القضاة بمصر سنة ٧٢٧، ونفاه السلطان الملك الناصر إلى دمشق سنة ٧٣٨ ثم ولاه القضاء بها، فاستمر إلى أن توفي (٧٣٩ هـ). من كتبه: تلخيص المفتاح في المعاني والبيان، والإيضاح في شرح التلخيص، وكان أديباً بالعربية والتركية والفارسية. (الأعلام للزركلي باختصار).