عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حصر علاقات المجاز]

صفحة 243 - الجزء 1

  والسابع: (أو العكس) أي: تسمية السبب باسم مسببه، (نحو) قوله تعالى: ({إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً}) [النساء: ١٠]، فَسمَّى السبب - وهو أموال اليتامى - باسم المسبَّب عنه - وهو النار. ومنه قولهم: «مطرت السماء نباتاً».

  والثامن: (أو تسمية الخاص باسم العام، نحو) قوله تعالى: ({جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} [نوح: ٧]، أي: أطرافها) أي: أطراف الأصابع وهي الأنامل. وهذا في الحقيقة من تسمية الجزء باسم الكل؛ ولهذا كَرَّر المثال بما هو أوضح، فقال: (ونحو) [قوله⁣(⁣١)]: (اتفق الناس على صحة خبر الغدير) وهو قوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه ...» الخبر، فلفظ «الناس» عام وقد أُريد به الخاص، (أي: العلماء) منهم؛ إذ هم المرادون دون جهالهم.

  ومنه قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}⁣[المائدة: ٥٥]، والمراد علي #.

  والتاسع: (أو تسمية الكل باسم البعض، كالعين) الجارحة المخصوصة تجعل اسماً (للربيئة) وهو الشخص الرقيب على الشيء، ولا بُدَّ أن يكون ذلك البعض مما له مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل كالمثال المذكور؛ لأن الربيئة - وهو الحافظ - إنما يتهيَّأ حفظه وعمله المقصود منه بالعين التي هي الجارحة⁣(⁣٢).

  والعاشر: (أو تسمية المقيَّد باسم المطْلَقِ، نحو قول الشاعر:

  ويا ليت كل اثنين بينهما هوىً) ... ..............................

  أي: علاقة ومحبة من هوى النفوس، أي: حبها واشتياقها.

  ........................... ... (من الناس قبل اليوم يلتقيان

  أي: قبل يوم القيامة)، فأجرى اسم اليوم - الذي هو مطلق غير مقيد - على


(١) مثبت من (أ).

(٢) قال في الشرح الكبير وفي بعض النسخ: (أو عكسه) أي: تسمية البعض باسم الكل نحو قوله تعالى: {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}⁣[نوح: ٧].