عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حصر علاقات المجاز]

صفحة 244 - الجزء 1

  المقيد، الذي هو يوم القيامة.

  والحادي عشر: (أو العكس) أي: تسمية المطلق باسم المقيد، (كقول شريح(⁣١)) بن الحارث لمن قال له: كيف أصبحت؟ فقال: (أصبحتُ ونصفُ الناس عليَّ غضبان، أي: المحكوم عليهم) فأجرى اسم المقيد - وهو نصف الناس، وتقييدُهُ بكونه نصف الناس - على المطلق - وهو المحكوم عليهم، وإطلاقُهُ بعدم النظر إلى كونهم نصفَ الناسِ أو أقلَّ أو أكثر.

  والثاني عشر: (أو حذف المضاف) وإقامة المضاف إليه مقامه أو من دون إقامته، ويسمَّى مجازَ النقص.

  فالأول: (نحو) قوله تعالى: ({وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}) [يوسف: ٨٢]، أي: أهل القرية وأهل العير.

  والثاني: كقوله⁣(⁣٢):

  أكُلَّ امرئٍ تحسبينَ امرأً ... ونارٍ⁣(⁣٣) توقَّدُ بالليل نارَا

  أي: وكل نارٍ، فحذف «كل» وبقي المضاف إليه على إعرابه، والمعنى على ما


(١) شريح بن الحارث الكندي الشيعي أبو أمية الكوفي، تولي القضاء ستين سنة، كان على مقدمة أمير المؤمنين في غزوة صفين ولما كتب زياد شهادته على حجر كتب إلى معاوية أنه بلغني أن شهادتي كتبت وإني لا أعلم من حجر إلا خيراً ونفى تلك عنه. توفي سنة ثمانين. (الجداول الصغرى باختصار). وفي الأعلام: أصله من اليمن.

(٢) نسبه سيبويه في (الكتاب) إلى أبي دؤاد، وكذا في مفتاح العلوم، ومفصل الزمخشري، والأصمعيات، وهو كما في الأعلام للزركلي: جارية بن الحجاج الإيادي، يعرف بأبي دؤاد، شاعر جاهلي، كان من وصاف الخيل المجيدين، وله ديوان شعر.

(٣) لا يستقيم المجاز في قوله: و «نار» إلا على مذهب سيبويه من أن العطف على معمولي عاملين مختلفين لا يجوز مطلقاً فيحتاج إلى تقدير المضاف، وأما على ما ذكره ابن الحاجب وغيره من جوازه على هذا الوجه فالواو نائبة مناب العاملين فلا تقدير فلا مجاز، والله أعلم. الحسين بن القاسم (ع). (من هامش ب).