[حصر علاقات المجاز]
  كان عليه قبل الحذف.
  واعلم أنه كما وصفت الكلمة بالمجاز باعتبار نقلها عن معناها الأصلي فكذلك تُوصف باعتبار نقلها عن إعرابها الأصلي: إمَّا بحذفِ لفظٍ أو زيادةِ لفظ، أمَّا بحذفِ لفظ فكما مَرَّ من قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}، وأمَّا بزيادة لفظ، فكقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  والثالث عشر: (أو المضاف إليه) أي: حذف المضاف إليه وإقامة المضاف مقامه، (نحو قوله تعالى: {وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ}) [الفرقان: ٣٩]، أي: وكلهم، أي: كل الأمم المتقدمة.
  والرابع عشر: (أو تسمية الشيء باسم آلته، نحو) قوله تعالى حاكياً عن الخليل ~: ({وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}) [الشعراء: ٨٤]، أي: اجعل لي ذكراً حسناً.
  والخامس عشر: (أو) تسمية الشيء الذي هو البدل (باسم المُبدل عنه) الذي هو دم القاتل، (نحو: «أَكَل فلانٌ الدمَ») فإنه قد أطلق لفظ الدم، أي: دم القاتل الذي هو المبدل عنه وأُريد به البدل، (أي: الدية) فإنها بدل عن دم القاتل، قال الشاعر:
  أكلتُ دماً إن لم أرُعْكِ بِضِرَّةٍ ... بعيدة مَهْوَى القُرْط طَيِّبَةِ النَّشْر
  والسادس عشر: (أو) تسمية الشيء (باسم ضده، نحو قولك لبخيل: «فيك سماحة حاتم») تهكماً به أو تمليحاً؛ لاشتراك الضِّدَّين في التضاد، فينزل التضاد منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكم، فالتمليح: الإتيان بما فيه ملاحة وظرافة، والتهكم: الإتيان بما فيه سخرية واستهزاء(١)، ولا يفرق بينهما إلا بحسب المقام والقصد، ذكر معنى ذلك صاحب المطول وفيه بسط مذكور في الشرح، لكنهم
(١) كما يقال للجبان: ما أشبهه بالأسد. وللبخيل: هو حاتم. (ش ك).