عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حصر علاقات المجاز]

صفحة 246 - الجزء 1

  جعلوه من قسم الاستعارة التي علاقته التشبيه.

  والسابع عشر: (أو القلب) وهو أن يجعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر، (نحو: «عَرَضت الناقة على الحوض»)؛ لتشرب، وفي الحقيقة إنما عَرَض الحوض على الناقة، أي: جعله معروضاً عليها، أي مُعَرَّضاً لها لتشرب⁣(⁣١)، و «أدخلت الخاتم في أصبعي». قال في المطول: ووجه حسنه هو أنه لَمَّا كان المناسب هو أن يؤتى بالمعروض عند المعروض عليه ويتحرك بالمظروف نحو الظرف، وكان الأمر هنا على العكس قلبوا الكلام رعايةً لهذا الاعتبار.

  والثامن عشر: (أو المشاكلة في القول) أي: إتباع كلمة لأخرى قبلها في حروفها فقط؛ للمشاكلة اللفظيَّة والمعنى مختلف، وتكون في القول (تحقيقاً، نحو قول الشاعر(⁣٢):

  قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئاً نُجِدْ لَكَ طَبْخَهُ) ... ...............................

  من الإجادة.

  ............................ ... (قُلْتُ اطبخوا لي جُبَّةً وقَمِيصَا)

  أي: خِيطُوا لي جُبَّةً وقميصاً، فشاكل بقوله: «اطبخوا» الكلمةَ الأولى التي في كلام القائلين وهي «طَبْخَهُ»، وهم إنما أرادوا أن يجيدوا له طبخ ما أراد من الأطعمة فأجابهم بغير ما أرادوا؛ تنبيهاً على أنه أحوج إليه، ومن ذلك قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}⁣[الشورى: ٤٠].

  وقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}⁣[البقرة: ١٩٤]؛ إذ ليست المجازاة سيئةً ولا اعتداءً.


(١) لأن المعروض عليه منهما مَنْ يكون له إدراك يميل به إلى المعروض أو يرغب عنه. (ش ك).

(٢) ذكر البيت في كثير من المصادر لأبي الرقعمق وهو كما في الأعلام أحمد بن محمد الأنطاكي أبو الرقعمق شاعر فكه تصرف بالشعر جداً وهزلاً ومجوناً أصله من أنطاكية وأقام بمصر طويلاً يمدح ملوكها ووزراءها وتوفي فيها سنة ٣٩٩ هـ. (باختصار). وقيل: إنه لجحظة البرمكي.