عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حصر علاقات المجاز]

صفحة 247 - الجزء 1

  (أو) تكون المشاكلة في القول (تقديراً) أي: القول الذي قصد مشاكلته مقدر غير ملفوظ به، (نحو قوله تعالى:) {قُولُوا آمَنَّا بِالله وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} إلى قوله: ({صِبْغَةَ الله}) [البقرة: ١٣٦ - ١٣٨]، أي: صَبَغَنَا الله بالإيمان صبغةً مخصوصة بالمدح لا كصبغتكم، فهو مفعول مطلق منصوب مضاف إلى الفاعل، (أي: تطهير الله لنا بالإيمان)، ولكنه (عبَّر عنه تعالى) أي: عن الإيمان (بكلمة «صبغة»؛ ليشاكل) أي: هذا التعبيرُ أو كلمةُ صبغة (صبغةً المقدرةَ المدلول عليها بأول الكلام) الذي من جملته «وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا» (لَمَّا كان) أي: أول الكلام مسوقاً (في النصارى وهم يزعمون أنه) الضميرُ للشأن (مَن انغمس في ماء أصفر) يُسمونه المعمودية (وصبغ نفسه) بذلك الماء (فقد تَطَهَّرَ) وصار بزعمهم نصرانياً حقّاً، أي: خالصاً عن شائبة غير النصرانية، فكأنَّ النصارى قالوا: صَبَغْنَا أنفسنا صبغةً وطهرناها تطهيراً، فأُمِرَ المسلمون أن يقولوا: {آمَنَّا بِالله وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ ...} الآية [البقرة: ١٣٦].

  والمعنى: أن هذا الإيمان الذي أَمَرَنا اللهُ به هو تطهيرُنا وصبغتُنا؛ فلهذا جاء المفعول المطلق بعده مؤكداً لهذا المعنى وهو قوله تعالى: صبغة الله، فكان معنى قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِالله ...} إلى آخره، أي: صبغنا الله صبغةً لا مثل صبغتكم وطَهَّرنا تطهيراً لا مثل تطهيركم، فقد عبَّر عن التطهير بالإيمان بكلمة «صبغة» مجازاً مشاكلة لكلمة «صبغة» الحقيقيةِ المقدرةِ في قول النصارى.

  والتاسع عشر: (أو الزيادة في القول) فإن الكلمة المزيد فيها يطلق عليها اسم المجاز. وأشار صاحب المفتاح إلى أن الموصوف بالمجاز فيما تغيَّر حكم إعرابه بالزيادة أو النقصان هو نفس الإعراب، والظاهر هو الأول، (كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} على أحد وجهَي معناه)، وهو حيث كان لفظ الكاف زائداً؛ لأن المعنى حينئذٍ: ليس مثلَه شيءٌ.