عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حصر علاقات المجاز]

صفحة 248 - الجزء 1

  والوجه الثاني ذكره صاحب الكشاف، وهو أن يكون المعنى⁣(⁣١): ليس مثلَ مثلِهِ شيءٌ على طريق الكناية، كما في قولهم: «مثلك لا يبخل» والمراد: أنت لا تبخل، فيكون نفياً للمثل بطريق الكناية التي هي أبلغ؛ لأن الله تعالى موجود فإذا نُفي مثل مثله لزم نفيُ مثلِهِ ضرورةَ أنه لو كان له مثل لكان هو - أعني الله تعالى - مثلَ مثلِهِ فلم يصح نفيُ مثل مثله، كما تقول: «ليس لأخي زيد أخ»، أي: ليس لزيد أخ؛ نفياً للملزوم بنفي لازمه، والظاهر هو الأول، والله أعلم.

  قال #: (وقد زيد) في العلاقة (غير ذلك) أي: غير التسعة عشر نوعاً، (وهي) أي: المزيدة (داخلة فيما ذكرت إلا إطلاق المعرف على المنكر) فإنه غير داخل فيها، (نحو) قوله تعالى: ({وادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً} [البقرة ٥٨]، أي:) ادخلوا (باباً من أبوابها) أي: من أبواب القرية، وهذا حيث كان للقرية أبواب كثيرة مشهورة، أمَّا إذا لم يكن لها إلا بابٌ واحدٌ أو أبوابٌ غير مشهورة إلَّا واحداً منها - فإن الألف واللام تكون للعهد الخارجي، والله أعلم.

  (والصحيح أنه) أي: إطلاق المُعَرَّفِ على المُنَكَّرِ (من أقسام المُعَرَّف باللَّام حقيقةً) لا مجازاً؛ لأنها تجري عليه أحكامُ المعارف من وقوعه مبتدأً وخبراً وذا حالٍ ووصفاً للمعرفة وموصوفاً بها ونحوَ ذلك، (ويسميه نجم الدين) أي: الشريف الرضي⁣(⁣٢) صاحب شرحِ كافيةِ ابنِ الحاجبِ في النحو (بالتعريف اللفظي). ومنه قوله تعالى: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}⁣[يوسف: ١٣]. وإنما كان هذا


(١) وذلك أن تكون الكاف غير زائدة، كما ذكر في الشرح الكبير عن المطول.

(٢) محمد بن الحسن الرضي الاستراباذي، نجم الدين: عالم بالعربية، من أهل استراباذ (من أعمال طبرستان)، اشتهر بكتابيه: (الوافية في شرح الكافية لابن الحاجب - ط) في النحو جزآن، أكمله سنة ٦٨٦، و (شرح مقدمة ابن الحاجب - ط) وهي المسماة بالشافية، في علم الصرف. (الأعلام للزركلي باختصار). وهو غير الشريف الرضي صاحب نهج البلاغة، والمجازات النبوية، وتلخيص البيان، المتوفى سنة ست وأربعمائة؛ فإن ذلك اسمه محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم.