عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تفسير بعض الآيات التي توهم التشبيه]

صفحة 251 - الجزء 1

  [٤] وبمعنى الملك، يقال: هذه الدار في يد فلان، أي: في ملكه وتصرفه.

  [٥] وبمعنى الأمر والسلطان، يقال: يد الأمير أعلى من يد الوزير، وله على الرعية يَدٌ، أي: طاعة.

  [٦] وبمعنى الصلة في الكلام والزيادة، كقولك⁣(⁣١): «هذا ما جنت يداك» أي: جنيته أنت⁣(⁣٢). وليست حقيقةً إلا في الجارحة.

  (وقوله تعالى حاكياً) عن الكفار والفساق: ({يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله} [الزمر: ٥٦] من المجاز أيضاً)؛ لتعذر حمله على الحقيقة؛ لأن الجنب حقيقة: شقُّ الحيوان والناحية، وكلاهما لا يجوزان على الله سبحانه فكان مجازاً؛ (لأن الجنب هنا) أي: في هذه الآية (عبارة عن الطاعة) التي أمر الله بها، (والعلاقة) هنا بين الطاعة وبين الجنب (تسمية الحالِّ) وهو الطاعة (باسم محله) وهو الجنب والجهة التي تفعل فيها الطاعة؛ لأنه لا بد للطاعة من محل وجهة تفعل فيها، (والمحل) الذي هو الجنب والجهة التي تفعل فيها الطاعة هو (غير الله سبحانه وتعالى)، وإنما كان هذا تسميةً للحالِّ باسم محله (لأن ذلك تعبير عن الطاعة بكلمة «الجنب» الذي هو الجهةُ الحاصلةُ تلك الطاعة منها؛ لأن الجنب يطلق على الجهة) حقيقةً، كما يقال: «أخصب جناب القوم» أي: جهتهم، وأنشد الأخفش⁣(⁣٣):

  الناس جَنْبٌ والأمير جَنْبٌ


(١) في الأصل: كقوله.

(٢) انتهى كلام الناصر (ع). من هامش (ب) وهامش الأصل.

(٣) ذكر المصراع في كتاب معاني القرآن للأخفش الأوسط، وهو كما في الأعلام باختصار: سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن المعروف بالأخفش الأوسط، نحوي عالم باللغة والأدب، من أهل بلخ، سكن البصرة، وأخذ العربية عن سيبويه، وصنف كتباً منها: تفسير معاني القرآن.