فصل: [فيما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء وما لا يجوز]
  حزنه وهمه وأنزل مكانه فرحاً»(١)، حكى هذا الإمام يحيى # في الشامل، قال: والمختار أن أسماء الله تعالى وصفاته زائدةٌ على تسعة وتسعين؛ لأمرين:
  أما الأول: فلأنه قد ورد في القرآن ما ليس مذكوراً في رواية أبي هريرة من الصفات المفردة - كقوله تعالى: نعم المولى، والنصير، والغالب، والقريب، والرب، والناصر - ومن الأسماءِ المضافة، كقوله تعالى: شديد العقاب، غافر الذنب، وقابل التوب، مولج الليل في النهار، وغير ذلك.
  وأما ثانياً: فلما ورد في الخبر المتقدم.
  قال (الجمهور) من العلماء: (ولا يفتقر شيء) من أسماء الله تعالى (إلى) إذن (السمع إلا المجاز) كما تقدم، وأما الحقيقة فيجوز إطلاقها على الله تعالى مهما تضمنت مدحاً من غير إذن الشرع، ما لم تُوهِمِ الخطأ، كالفاضل والفقيه والفطن والذكي، فلا يجوز إطلاقه على الله تعالى وإن كان معناه حاصلاً في حق الله تعالى؛ لإيهامه الخطأ.
  وأما الأسماء المشتركة(٢) التي يصح بعض معانيها في حق الله تعالى دون بعض فلا يجوز إطلاقها عليه جل وعلا إلا مع نصب القرينة الصارفة عن الخطأ.
  قال #: (قلت: وما سمَّى به تعالى نفسه من الحقائق الدينية) كـ «رحمن» و «رحيم»، يعني فإنه يحتاج إلى الإذن السَّمعي. وهذا على ما اختاره # من أنهما حقيقتان دينيتان، وأمَّا مَنْ ذَهَبَ إلى أنهما مجازان(٣) فحكمهما حكمه.
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن ابن مسعود، وكذلك المرشد بالله # في الأمالي، ورواه الحاكم في المستدرك، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في الكبير، والثعالبي في تفسيره، وأبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والبزار في مسنده، والحارث في مسنده، والبيهقي في القضاء والقدر، وغيرهم.
(٢) مثل: «مولى». (من هامش الأصل).
(٣) في الأصل و (ب): مجاز. و (أ): مجازان.