عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل

صفحة 266 - الجزء 1

  وأما صفات الفعل فقال (المرتضى) محمد بن يحيى (#: وصفات⁣(⁣١) الفعل:) هي (ما يصح إثباتها ونفيها، نحو) قولنا: (خالق لخلقه تعالى) فهذه صفة إثبات، (غيرُ خالقٍ للمعاصي) وغير خالق في الأزل، وهذه صفة نفي.

  فعلى هذا صفات الذات: ما كان لا يجوز فيها التضاد ويوصف تعالى بها في الأزل. وصفات الفعل: ما دخله التضاد ولا يوصف بها إلا بعد وجود المخلوق، كخالق ورازق ومحيي ومميت.

  (واختلف في مسألتين: الأولى) منهما: (مالك ورب)، فقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره: وهما صفة ذاتية) له تعالى؛ (إذ هما بمعنى قادر)، قالوا: لأن المالك في اللغة: هو من يملك التصرف التام من غير عجز ولا منع، وهذا هو معنى القادر، وأمَّا «رب» فهو بمعنى مالك وقد ثبت أن مالك بمعنى قادر.

  وقال أبو القاسم (البلخي) وغيره وهو قول المرتضى #: (بل هما) أي: مالك ورب (صفة فعل؛ لأن الملك لا يكون إلا بعد وجود المملوك، والرب من التربية، ولا يكون إلَّا بعد وجود المربَّى)؛ فعلى هذا لا يوصف تعالى عندهم بأنه مالك ورب في الأزل.

  قال #: (والحق أنهما صفتا ذات لا بمعنى قادر) كما ذكره الإمام المهدي #؛ (إذ لا يدلان على معنى قادرٍ مطابقةً) أي: دلالة مطابقة، وهي دلالة اللفظ على تمام ما وضع له، (بل) إنما يدلان على معنى قادرٍ (التزاماً) أي: دلالة التزام، وهي دلالة


(١) اعلم أنه قد يتبادر إلى ذهن من لم يمعن النظر أن كلام الإمام المرتضى غير مطرد؛ وذلك أنه وجد نفي العلم في نحو قوله ø: {أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ}⁣[يونس ١٨] وقولنا: «الله سبحانه لا يعلم له شريكا» وزل عن فهمه أن ليس المراد بنفي العلم هنا إلَّا نفي المعلوم وأن ذلك كناية عنه؛ لأنه محال عقلا وجود ما لا يعلمه جل وعلا، فتدبر لمثل هذه المزلة والله المسدد. كتبه: مجدالدين بن محمد عفا الله عنهما. بلفظها من هامش (أ).