فرع:
  (أبو علي) ومتابعوه: (وهما من صفات الفعل) أي(١): راجعتان إلى الإثبات، (أي) هو تعالى (فاعل للعصاة ضد الانتقام) أي: ضد المعاقبة (من إسبال النعم) عليهم (والتمهيل) لهم (وقبول توبة التائب) منهم ونحو ذلك من أنواع(٢) التفضلات [فهي صفة فعل راجعة إلى الإثبات(٣)].
  وقال (أبو هاشم ومن تابعه: بل) هما (صفة(٤) نفي) أي: راجعة إلى النفي (أي: تارك للانتقام) من العاصين عقيب عصيانهم، أي: لا يعجل بالانتقام منهم.
  قال #: (قلت: وهو الحق؛ لأنه معناه لغةً) أي: في لغة العرب؛ لأنهم يقولون: حَلِمَ فلان عن فلان، أي: لم يعاقبه أو لم يعجِّل بعقوبته، وكذلك غفر له، أي: لم يعاقبه.
فرع:
  (و [الله](٥) خالق ما سيكون) وإن كان صفةَ فعلٍ فهو (حقيقة وفاقاً لبعض أهل العربية وأبي هاشم، فلا يفتقر) إطلاقه على الله سبحانه وتعالى (إلى السمع)؛ لكونه حقيقةً، هذه الرواية عن أبي هاشم رواها الإمام المهدي # في الدامغ فقال: قال أبو هاشم: بل حقيقة في الماضي والمستقبلِ كالحال؛ لأنها صفاتٌ لمن صدر منه الفعل مطلقاً من غير نظر إلى زمان. وفي هذه الرواية نظر؛ لِمَا سيأتي قريباً إن شاء الله تعالى، وقد بسطنا الكلام في الشرح فليرجع إليه.
  وقال (الجمهور) من علماء أهل علم الكلام وغيرهم: (بل مجاز) في حقه تعالى وفي غيره؛ (لعدمِ حصولِ معنى المشتق منه، وهو الخلق(٦))؛ لأنه مشتق
(١) في بعض النسخ حذفت «أي». ولعله الأولى.
(٢) لفظ «أنواع» ساقط من (أ، ب).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (أ، ب).
(٤) في (أ): صفتا.
(٥) ساقط من (ب).
(٦) فيما كان مستقبلاً. (ش ك).