عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فرع:

صفحة 270 - الجزء 1

  المضي، بخلاف المستقبل فإنه لا يفهم [منه]⁣(⁣١) إلَّا بقرينة، والله أعلم.

  والذي حكاه # عن بعض أهل العربية لم أقف عليه لأحد منهم، إلَّا أنه حكي عن الكسائي⁣(⁣٢) وغيره أن اسم الفاعل يعملُ عملَ فعلِهِ وإن كان بمعنى المُضي، وهذا بمعزل عن الحقيقة والمجاز، والله أعلم.

  قال #: (قلنا) ردّاً على الجمهور: (الاشتقاق لا يفتقر إلى حصول معنى المشتق منه؛ إذ ليس) حصوله (بمؤثر فيه) أي: في صحة الاشتقاق، (بل للواضع أن يشتق من اسم ما سيحصل له⁣(⁣٣) مثل تسميته له) أي: لِمَا سيحصل، فكما صحَّ تسمية الواضع لما سيحصل كذلك يصح الاشتقاق مما سيحصل (ولا مانع) من ذلك.

  ويمكن⁣(⁣٤) أن يقال: المخالف لم يمنع من ذلك، وإنما منع [من]⁣(⁣٥) كونه حقيقةً، وكذلك تسمية ما سيوجد مجازٌ كتسمية المعدوم شيئاً كما سبق تقريره؛ والدليل على ذلك [عدم]⁣(⁣٦) سبق الفهم والقرينة، والله أعلم.

  قال #: (وقد حصل) أي: ذلك الاشتقاق في مثل قولنا: «زيد ضارب غداً» و «الله سبحانه خالق يوم القيامة» (حيث يطلق) ضارب وخالق (على المشتق له قبل حصول معنى المشتق منه، وحالَه، وبعدَه على سواءٍ)؛ فيقال:


(١) مثبت من (ب).

(٢) علي بن حمزة بن عبدالله الأسدي بالولاء، الكوفي، أبو الحسن الكسائي: إمام في اللغة والنحو والقراءة، من أهل الكوفة، ولد في إحدى قراها، وتعلم بها، وقرأ في النحو بعد الكبر، وتنقل في البادية، وسكن بغداد، وتوفي بالري ١٨٩ هـ عن سبعين عاماً، أصله من أولاد الفرس، له تصانيف منها: معاني القرآن، القراءات، ومختصر في النحو، والمتشابه في القرآن. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) قوله: «سيحصل له» الضمير يعود إلى المشتق له المسند إليه معنى الحدث الذي وقع الاشتقاق منه قبل حصوله، [كـ «] خالق» [مثلا] مشتق من الخلق الذي حصل بعد الاشتقاق لخلق. ومعنى حصوله له: اتصافه به. من هامش (ب).

(٤) عبارة الشرح الكبير: ويمكن أن يقال: بل حصول المشتق منه سبب في كون المشتق حقيقة.

(٥) ساقط من (ب).

(٦) من (أ). نخ