(فصل): [في بيان ما يختص به تعالى من الأسماء وما لا يختص]
(فصل): [في بيان ما يختص به تعالى من الأسماء وما لا يختص]
  (ويختص الله تعالى من الأسماء بالجلالة) وهي لفظ «الله»، (وبـ «رحمن» مطلقاً) أي: سواء أُضيف أم لا، (وبـ «رحيم» غير مضافٍ) أما مع الإضافة فيجوز: زيد رحيم بعشيرته أو بجيرانه؛ لأن الرحمة إذا عُلِّقت بشيء مخصوص فقد خرج لفظ «رحيم» عن إفادته عمومَ الرحمةِ في كل شيء المختص بالله تعالى، وكذلك زيد رحيم؛ لأن جريَّه على زيد تقييدٌ له، (ورب كذلك) أي: غير مضاف ولا مقيد.
  وقال أبو القاسم (البلخي: يجوز أن يُطلق «رب» على غيره تعالى غير مضاف) ولا مقيد؛ (إذ هو من التربية كما مَرَّ له) فهو اسم لكل مُرَبٍّ كما يقال: مالك لكل من ملك شيئاً، وأما مع التقييد فيجوز اتفاقاً كما قال صفوان بن أمية(١): لئن يَرُبّني رجل من قريش أحبُّ إليَّ من أن يَرُبّني رجل من هوازن.
  (قلنا) ردّاً على أبي القاسم: (لا يحمله السامع على غير الله تعالى) مع عدم التقييد؛ (فامتنع) إطلاقه على غير الله تعالى من غير تقييد.
  قلت: وينظر هل صرَّح أبو القاسم البلخي بذلك أو أُخِذَ له من قوله في «رب» أنها صفة فعل مأخوذة من التربية؛ لأنه لا يمتنع اختصاصها بالله سبحانه مع الإطلاق: إما بالغلبة وكثرة الاستعمال، أو بتربية مخصوصة لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وإن كانت صفةَ فعلٍ، والله أعلم.
  (و) يختص الله تعالى (بـ «ذي الجلال»، و «ذي الكبرياء»، و «بديع السماوات) والأرض»، (ونحوها)، كَـ «سُبُّوح قدوس»، و «مهيمن»، و «عالم الغيب»، و «محيي الموتى»، و «مولج الليل في النهار»، ونحو ذلك مما يشتمل على غاية التعظيم الذي لا يستحقه غيره تعالى.
(١) صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي، أحد الأشراف الطلقاء، وشهد حنيناً وهو كافر، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان من المؤلفة. مات سنة اثنتين وأربعين. (لوامع الأنوار باختصار).