عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

تنبيه: [تتمة الخلاف في وجه القبح والحسن الشرعيين فقط]:

صفحة 281 - الجزء 1

  (قلنا) ردّاً عليهم: (لا يفعل الله) ø (ذلك) الذي افتريتموه على الله سبحانه كذباً، من الكذب ونحوه؛ (لكونه صفة نقص) في غيره، فكيف في حقه (تعالى الله عنها، ويلزم أن لا يُوثق بخبره تعالى) لتجويز كونه كذباً، (وذلك تكذيب لله تعالى حيث يقول) في كتابه الكريم: {الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ (لاَ رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: ١، ٢])، (وقوله تعالى) في وصف كتابه الكريم: ({لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ) تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}⁣[فصلت: ٤٢]، ومن سَبَّ الله تعالى أو كذَّبه أو ردَّ آيةً من كتابه كفر إجماعاً.

تنبيه: [تتمة الخلاف في وجه القبح والحسن الشرعيين فقط]:

  قد تقدمت الإشارة إلى أن وجه قبح القبيح الشرعي كوجه قبح القبيح العقلي، ووجه حسن الحسن الشرعي كوجه حسن الحسن العقلي ولم نبسط فيه الكلام - فحسن البسط في ذلك؛ لوقوع خلاف بعض المعتزلة وغيرهم في ذلك فنقول:

  وجه قبح القبيح الشرعي، كالزنا وشرب الخمر عند قدماء أئمتنا $ هو كونه كفراً لنعمة المُنعم، وكفرانُ النعمة قبيحٌ عقلاً، بيانه: أن امتثال أمر المالك المنعم واجب عقلاً؛ لِمكان نعمته، فامتثالُ أمره شكرٌ لنعمته؛ إذ الشكر يكون باللسان والجَنَان والأركان، وإذا ثبت ذلك ثبت أنَّ ترك امتثال أمره وعصيانه يكون كفراً، وعلى مثل هذا يكون وجه حسن الحسن الشرعي كالصلاة والصيام، وهو كونه شكراً للمالك المنعم بامتثال أمره.

  وإلى مثل هذا الذي ذكرناه في القبيح الشرعي والحسن الشرعي ذهب أبو القاسم البلخي وطائفة من البغداديين، حكاه عنهم القاضي عبد الله بن زيد العنسي في المحجة البيضاء، قال: ويظهر كثيراً في كلام أصحابنا البصريين أن العبادات شكر لنعم الله تعالى، قال: وهو قول الطائفة الكثيرة من أهل البيت $. انتهى.

  قلت: وحكى أبو مُضَر⁣(⁣١) عن أهل البيت $ أنهم يقولون: إن الشرعيات من


(١) أبو مضر هو شريح بن المؤيد القاضي أبو مضر، قال القاضي: هو أبو مضر مفخر الزيدية وحافظ =