عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أنواع الفعل مطلقا]

صفحة 293 - الجزء 1

  فقالوا: يقدر العبد على إيجادها متولِّدةً عن الاعتماد، كتبييضِ النَّاطف⁣(⁣١) - وهو القُبَّيْطَى الحادث بالضرب - وتسويدِ الحبر الحادث بالخلط، والحرارةِ الحاصلة عند حَكِّ إحدى الراحتين بالأخرى، فلما توقَّف البياض والسواد على فعلنا - الذي هو الضربُ والخلطُ على طريقةٍ واحدةٍ - كانا متولدين عنهما، كما في سائر المتولدات.

  وأُجيب: بأن اللون كان كامناً في الجسم ككمون الدُّهن في السمسم، والنار في الحطب.

  قلت: ويمكن أن يُستدل على هذا بقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً}⁣[يس: ٨٠]، والله أعلم.

[أنواع الفعل مطلقاً]:

  قال (الجمهور) من أئمتنا $ وغيرهم: (والأفعال كلها) سواء كانت من الله تعالى أو من المخلوقين (مبتدأٌ ومتولِّدٌ)، فالمبتدأُ من فعلنا: هو ما يُفعلُ بالقدرة في محلِّها لا بواسطة.

  والمتولد: هو المُسبَّبُ، وهو من أفعال العباد: الفعلُ الموجود بالقدرة بواسطة فعل، سواء كان مباشراً كالعلم، أو غيرَ مباشر كتحريك الغير. والمباشر: هو ما فعل في محل القدرة، سواء كان متولداً كالعلم، أوْ لا كالاعتماد⁣(⁣٢).

  والمتولد من فعل الله تعالى: هو المسبَّبُ، والمباشر من فعله تعالى: هو المفعول بغير واسطة، وهو المبتدأُ⁣(⁣٣)، وقد بسطنا القول في المتولدات في الشرح.


(١) الناطف: نوع من الْحَلْوَى يصنع من اللوز والجوز والفستق. ويسمى أيضاً القبيطى، مِن قَبَط الشيءَ يَقْبِطه قَبْطاً: جَمَعَهُ بِيَدِهِ. والقُبّاط والقُبَّيْط والقُبَّيْطى والقُبَيْطاء: الناطِف، مُشْتُقٌّ مِنْهُ، إِذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ وإِذا شَدَّدْتَ الْبَاءَ قَصَرْتَ. انظر لسان العرب (قبط) والمعجم الوسيط (نطف).

(٢) فالمبتدأ أخص من المباشر ومباين للمتولد، والمباشر والمتولد بينهما عموم من وجه؛ لصدق: كل مبتدأ مباشر ولا عكس كليّاً، ويصدق المباشر والمتولد في العلم، وتباينهما في النظر وتحريك الغير، والله أعلم. لسيدي الحسين بن القاسم. من هامش (ب).

(٣) فالمبتدأ والمباشر من أفعاله تعالى متساويان، مباينان للمتولد. سيدي الحسين بن القاسم @. من هامش (ب).