فرع: [في المقدور بين قادرين]:
  حيث(١) كان) تعالى (لا يعلم إلَّا أحدهما) إمَّا الإيمان في حق المؤمن، أو الكفر في حق الكافر، وذلك واضح.
  وأما معنى: «لا حول ولا قوة إلا بالله» فهو كما قال علي # في نهج البلاغة: (إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً وَلَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّفَنَا وَمَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا). انتهى.
  والمعنى: أنَّا لا نقدر على شيءٍ من الأشياء إلَّا متى جعل الله لنا قدرة.
  قال (أئمتنا $ والبهشمية) أي: أتباع أبي هاشم: (وهي) أي: قدرة العباد (باقيةٌ) فيهم بعد إيجاد الفعل الأول من أفعالهم.
  وقال أبو القاسم (البلخي و) محمد بن عبد الله (الصيمري(٢) و) أبو الحسن بن أبي بشر (الأشعري:) ليست باقيةً، (بل) تعدم بعدم الفعل الأول و (يُجَدِّدُها الله تعالى عند الفعل) الثاني، فكلما أراد العبد فعلاً جَدَّدها الله له، وهو بناءٌ منهم على أصلهم في الأعراض بأنها كلها لا تبقى. ذكره الإمام المهدي # عنهم.
  (لنا: حسن ذم مَن لم يمتثل) أَمْرَ مَن تجب طاعتُه؛ (إذ لو لم تكن حاصلة) عند أمره (لم يحسن ذمه) على عدم امتثاله؛ لأنه غير متمكن من الفعل (كعادم الآلة) التي لا يتمكن من الفعل(٣) إلا بها، فإنه إذا عدمها لم يحسن ذمه على ترك الفعل الذي أُمِرَ به.
فرع: [في المقدور بين قادرين]:
  (ومقدور بين قادرين متَّفقين) لا مختلفين (ممكنٌ) حصوله (وفاقاً لأبي
(١) في نخ: «لو».
(٢) ذكره هنا محمد بن عبدالله، وفي الشافي وبعض المصادر: محمد بن عمر. وهو كما في المنية والأمل: محمد بن عمر الصيمري، من الطبقة التاسعة من المعتزلة، كان عالماً زاهداً أخذ عن أبي علي وكان قد أخذ قبله عن معتزلة بغداد أبي الحسين وغيره، وله كتب ومناظرات، وكان عند ضيق الأمر به ربما يعلم الصبيان فيرزق ويكتسب من هذا الوجه. (باختصار).
(٣) في (أ): «فعله».