عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني الهدى]

صفحة 322 - الجزء 1

  وقيل: معنى الآية الأولى {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} أي: يسددهم بسبب الإيمان⁣(⁣١) للاستقامة على سلوك السبيل المؤدي إلى النعيم الدائم وجُرِيِّ الأنهار من تحتهم؛ لأن التمسك بسبب السعادة كالوصول إليها.

  (و) قد يكون الهدى (بمعنى الحكم والتسمية) كما (قال الشاعر:

  ما زال يهدي قومَهُ ويُضِلُّنا ... جهراً وَيَنْسِبُنَا إلى الفجار)

  أي: يحكم على قومه بالهدى ويُسميهم به، ويحكم علينا بالضلال ويُسمينا به.

  إذا عرفت ذلك (فيجوز أن يُقال: {إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: ١٤٤] بمعنى لا يزيدهم بصيرة) ولا تنويراً في قلوبهم؛ (لَمَّا لم يتبصروا)، أي: يعملوا بموجب البصيرة والهدى من الطاعة واجتناب المعصية، (أو) بمعنى (لا يُثيبهم)؛ لعدم استحقاقهم الإثابة.

  ومثل هذا ذكره الهادي #؛ حيث قال: الهُدى هديان: هُدى مبتدأ، وهُدى مكافأة ... إلى آخره.

  (أو) بمعنى (لا يحكم لهم بالهدى ولا يسمِّيهم به)؛ لعدم إيمانهم الذي يستوجبون به ذلك.

  قالت (العدلية: و) لا يجوز أن يكون (بمعنى أنه لا يدعوهم إلى الخير) ولا يدلهم على الرُّشد؛ لأنه تعالى قد دَلَّهم على الرُّشد ودعاهم إليه كما سبق ذكره، (خلافاً للمجبرة) بناءً على قاعدتهم المُنْهَدَّةِ، قالوا: لو دعاهم لأجابوا.

  (قلنا: ذلك ردٌّ لِمَا عُلمَ من الدين ضرورة؛ لدعاء الله الكفارَ وغيرَهم) إلى الإيمان وتصديق رسله À، وذلك (بإرساله إليهم الرسل، وإنزاله إليهم الكتبَ) الصادقةَ الشاهدةَ بصحة الرسالة المتضمنة لدعاء الخلق إلى عبادةِ الله تعالى وشكرِه، (و) قد ورد السمع بذلك (قال) الله (تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ


(١) في الأصل و (ب): «إيمانهم». وفي (أ): الإيمان.