عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني الإغواء]

صفحة 325 - الجزء 1

  الهادي #. (وبمعنى يُهلكهم أو يُعذبهم)؛ لاستحقاقهم ذلك. قالت (العدلية: لا بمعنى يُغويهم عن طريق الحق) فلا يجوز؛ لأنه قبيح والله تعالى لا يفعله، (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوّزوا⁣(⁣١) ذلك جَرْياً على منهاجهم الجائر من عدم التحاشي مِن سَبِّه تعالى ونسبة القبائح إليه، تعالى عنها.

  (قلنا: ذلك ذمٌّ لله تعالى وتزكيةٌ لإبليس وجنوده) وتنزيهٌ لهم عن الإغواء والإضلال الذي هو دأبهم وعملهم بنص القرآن؛ حيث قال تعالى حاكياً عنه: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٨٢ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٨٣}⁣[ص]، (وذلك) الذي ذهبوا إليه من سبِّ اللهِ تعالى وتزكيةِ إبليس (كفرٌ) بلا ريب.

[معاني الإغواء]:

  (والإغواءُ) في لغة العرب يكون لمعانٍ: (بمعنى الصرف عن واضح الطريق) أي: الإمالة عن طريق الحق.

  (و) يكون (بمعنى الإتعاب) للحيوان، (يقال: أغوى الفصيل، إذا أتعبه بحبسه عن الماء واللَّبن). قال في الصحاح: الْغَيُّ: الضلال والخيبة أيضاً، والتغاوي: التجمع على الشر، من الغواية، والغَيُّ والغَوَى مصدر قولك: غَوِيَ السّخلةُ والفصيلُ - بالكسر - يَغْوَى غَوَى. قال ابن السكيت⁣(⁣٢) يقال: هو أن يَرْوَى من لِبَاءِ أمه ولا يَرْوَى من لبن أمه حتى يموت هزالاً. وقال غيره: هو أن يشرب اللبن حتى يَتْخَمَ ويفسد جوفه.

  (و) قد يكون (بمعنى الحكم والتسمية) كما ذكرنا في الهدى والضلال؛ (فيجوز أن يقال: إنَّ الله أغوى الضُّلاّل بمعنى حكم عليهم) بالإغواء⁣(⁣٣) (وسمَّاهم به؛ لَمَّا


(١) في (أ): يجوزون.

(٢) يعقوب بن إسحاق بن السكيت أبو يوسف النحوي اللغوي، قيل إنه مات في رجب سنة ثلاث وقيل سنة أربع وقيل سنة ست وأربعين ومائتين وقد بلغ ثمانياً وخمسين سنة. (تاريخ بغداد باختصار).

(٣) الصواب: بالغيِّ، كما يقال: أضله، أي: حكم عليه بالضلال، فتأمل. كاتبها مجدالدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهما. (من هامش أ).