فرع [والقدرية هم المجبرة]:
  ومصلحةٍ، ولا(١) يجوز أن يُنكرَ خلقُها وينسبَ إلى غير الله سبحانه كما فعلت المطرفية في الإحالة والاستحالة، وأنكروا خلق الله سبحانه في كثير من الفروع كموت الأطفال وآلامهم.
  واعلم أنه لا بُدَّ في إطلاق أيِّ هذه الكلمات المتشابهات على الله سبحانه وتعالى بالمعنى الذي يجوز في حقه جل وعلا من قرينةٍ ظاهرةٍ تصرف عن الخطأ، وإلَّا فلا يجوز إطلاقه مِنَّا من غير قرينة، ولا يكفي النِّيةُ والقصدُ، وليس كذلك ما جاء في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة من ذلك، فإنه يكفي في تخصيصه بالمعنى الجائز في حقه تعالى العقلُ بما قد عرف من الأدلة القطعية.
فرع [والقدرية هم المجبرة]:
  اعلم أنه قد جاء عن الرسول الصادق ÷ أن «القدرية مجوس هذه الأمة»(٢)، واتفق أهل الملة على صحة هذا الخبر، واختلفوا فيمن أراده الرسول ÷ بهذا الخبر، فقالت العدلية كافة: (والقدرية) الذين أرادهم النبيء ÷ (هم المجبرة).
(١) في (أ): «إذ لا».
(٢) رواه من أئمتنا $ الإمام الهادي # في مجموعه، والإمام أحمد بن سليمان #، وفي حقائق المعرفة، والإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، وروى نحوه الإمام الأعظم زيد بن علي # في المجموع عن علي # موقوفاً من جملة حديث بلفظ: «ألا إنهم مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم، سبحان الله عما يقولون علواً كبيراً»، ومن غيرهم: أبو داود في سننه عن ابن عمر، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر، ومثله قال الذهبي. انتهى. والبيهقي في سننه، والطبراني في الكبير والأوسط، والبغوي في شرح السنة، والبيهقي في شرح السنن والآثار، وابن أبي عاصم في السنة عن عائشة وابن عمر وأبي هريرة، ورواه المحاملي في أماليه عن حذيفة، ورواه خيثمة في حديث خيثمة عن أبي هريرة، وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال بزيادة، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة عن أنس بن مالك بلفظ: «مجوس العرب» وعن ابن عمر وحسنه الألباني في ظلال الجنة، وذكره الدارقطني في العلل عن أبي هريرة، وأخرجه النووي في شرحه على صحيح مسلم، والمناوي في فيض القدير، والملا في مرقاته، والهيثمي في مجمع الزوائد، ورواه البخاري في التاريخ الكبير وفي التاريخ الصغير، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن الأثير في جامع الأصول، وابن جرير الطبري في صريح السنة، والبيهقي في كتاب الاعتقاد، ورواه في تفسير النيسابوري، وفي تفسير الخازن.