فرع [والقدرية هم المجبرة]:
  والمجبرة: كلُّ من زعم أن المكلف لا اختيار له في فعله وأنه مجبورٌ عليه مخلوق فيه.
  وقالت المجبرة: بل المراد به من يثبت(١) للمكلفين أفعالاً ولم يجعل أفعالهم خلقاً لله تعالى، وهم العدلية.
  ورَوَى الحاكم(٢) في السفينة عن يونس(٣) أنه قال: كان اسم القدرية اسماً لنا فنبزنا به المعتزلة وأعاننا السلطان على ذلك فسمَّونا باسمٍ شرٍّ من ذلك، وهو المجبرة. انتهى.
  وإنما كان القدرية الذين لعنهم الرسول ÷ وذمَّهم هم هؤلاء المجبرة دون العدلية (لأنهم يقولون: المعاصي بقدر الله) أي: حصلت بخلقه وتكوينه، (ونحن ننفي ذلك) عن الله سبحانه ونُنزهه عنها وعن فعل كل قبيح تعالى ربنا
(١) في الأصل و (ب): «أثبت». وفي (أ): يثبت.
(٢) ذكره في لوامع الأنوار فقال: قال في الطبقات: المحسن بن محمد بن كرامة البيهقي، الإمام الحاكم، أبو سعد الجشمي، وجشم - بالجيم وشين معجمة - قبيلة من خراسان، وبيهق أكبر قرى خراسان، كان حنفياً - قلت: يعني في الفروع، وكان معتزلياً في الأصول قال -: وانتقل إلى مذهب الزيدية. قال القاضي: هو الشيخ الإمام، أستاذ العلامة الزمخشري، له السفينة المشهورة، وتفسير القرآن المسمى بالتهذيب قدر تسعة أجزاء كبار إلى غير ذلك، إلى نيف وأربعين مصنفاً، وله رسالة تسمى رسالة الشيخ أبي مرة إلى إخوانه المجبرة، وكانت السبب في قتله، وقال في موضع آخر أيضاً من اللوامع: المتوفى شهيداً في بلد الله الحرام على يدي أعداء التوحيد والعدل وآل محمد الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام عام أربعة وتسعين وأربعمائة، أجزل الله ثوابه وأكرم لديه نزله ومآبه. (انتهى باختصار).
(٣) قال في هامش (ب): النحوي. وذكره في الأعلام فقال: يونس بن حبيب الضبي بالولاء، أبو عبد الرحمن، ويعرف بالنحوي: علامة بالأدب، كان إمام نحاة البصرة في عصره. وهو من قرية «جبل» بفتح الجيم وضم الباء المشددة، على دجلة، بين بغداد وواسط. أعجمي الأصل. أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم. قال ابن النديم: كانت حلقته بالبصرة ينتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الأعراب ووفود البادية. وقال ابن قاضي شهبة: هو شيخ سيبويه الذي أكثر عنه النقل في كتابه. من كتبه: (معاني القرآن) كبير وصغير، و (اللغات) [مولده] ٩٤ هـ [ووفاته] ١٨٢ هـ. اهـ (باختصار).