عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فرع [والقدرية هم المجبرة]:

صفحة 342 - الجزء 1

  زائدةً على الذات، وطَبْعِيٌّ لمن يثبت للطبع تأثيراً.

  وأيضاً فقد صحَّ أنهم القدرية؛ لِمَا ذكرناه (و) لدليلٍ سمعيٍّ، وذلك (لِما رُوي عن النبيء ÷ في المجوس) أي: في صفتهم لعنهم الله تعالى (أن رجلاً من فارس جاء إلى النبيء ÷ وقال: رأيتهم ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم فإذا قيل لهم: لِمَ تفعلون ذلك؟ قالوا: قضاءُ الله وقدره، فقال النبيء ÷: «أما إنه سيكون من أمتي قوم يقولون مثل ذلك⁣(⁣١)»)، فصرَّح ÷ بأن الذين أشبهوا المجوس من أمته هم الذين يفعلون المعصية ويقولون: هي بقضاء الله وقدره.

  (وقال ÷: «القدرية مجوس هذه الأمة»، ولا يشبههم من الأمة أحد غيرهم)، وعنه ÷: «وهم خصماء الرحمن وشهود الزور وجنود إبليس⁣(⁣٢)».

  وروي عنه ÷ أنه قال: «ينادي منادٍ يوم القيامة: أين القدرية خصماء الله وشهود إبليس؟ فتقوم طائفة من أمتي يخرج من أفواههم دخان أسود»⁣(⁣٣).

  وقال ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، وهم القدرية والمرجئة»، قيل له: ومن القدرية؟ قال: «قوم يعملون المعاصي ويقولون: إنَّ الله قدَّرها عليهم»، قيل: ومن المرجئة؟ قال: «الذين يقولون: الإيمان قول


(١) أخرجه السمان والزمخشري في الفائق، ذكر ذلك في الكاشف الأمين ورواه المجلسي في بحار الأنوار، وقال: وروى صاحب الفائق وغيره من علماء الإسلام، وذكر الحديث.

(٢) رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي.

(٣) رواه الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة، وروى قريباً منه الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب مرفوعاً بلفظ: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم خصماء الله ألا وهم القدرية»، ورواه ابن أبي عاصم في السنة وابن بشران في الأمالي والبيهقي في القضاء والقدر وابن أبي حاتم في العلل، ورواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عمر وكذلك الطبراني في الأوسط، وروى السيوطي في الدر المنثور عن ابن عباس أنه سمع رسول الله ÷ يقول: «إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادي: أين خصماء الله فيقومون مسودة وجوههم، مزرقة عيونهم، مائلاً شفاههم، يسيل لعابهم، يقذرهم من رآهم ... إلخ» وعزاه إلى ابن مردويه، ورواه الثعلبي في الكشف والبيان، وابن بطة في الإبانة الكبرى.