عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[إيلام المكلف]

صفحة 356 - الجزء 1

  وقد رُوي عن النبيء ÷ أنه قال: «المريض تَتْحَاتُّ خطاياه كما تَتْحَاتُّ ورق الشجر»⁣(⁣١).

  قال # في جواب من سأله ما معناه: إن الآلام من أسباب التوبة لمن وَفَّقَهُ الله سبحانه إليها. قال: ولا يبعد أن الله سبحانه يجعل عقاب بعض المعاصي المتعمدة في الدنيا. وقد حكيت لفظ جوابه في الشرح.

  (و) إمَّا (لمصلحة له) أي: للمكلف في الألم (يعلمها الله سبحانه وتعالى، كما مَرَّ) في غير المكلف.

  (و) إمَّا (لمجموعها) أي: للاعتبار، وتحصيل سبب الثواب، وحَطّ الذنوب، وحصول المصلحة؛ (لجميع ما مَرَّ) من الأدلة.

  (والأدلة السمعية) دالَّةٌ (على أن الألم في حق المؤمن لحطِّ الذنوب فقط) كما سبق ذكره، (كقوله⁣(⁣٢) ÷: «من وُعِكَ ليلة ...» الخبر) المتقدم، (ونحوه)، كقوله ÷: «من وعك ليلةً فصبر ورضي عن الله ø خرج من ذنوبه كيوم وَلَدَتْهُ أمه»⁣(⁣٣)، وقوله ÷: «إنما مثل العبد المؤمن حين يُصيبه الوَعَكُ والحُمَّى كحديدةٍ تُدْخَلُ النار فيذهب خَبَثُهَا ويبقى


(١) روى نحوه الإمام زيد # في مجموعه بلفظ: «فإذا عوفي المريض من مرضه تحاتت خطاياه كما تتحات ورق الشجر اليابس في اليوم العاصف». ورواه الهندي في كنز العمال عن أسد بن كرز وعزاه إلى الطبراني، وابن عساكر، ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، ورواه الضياء في المختارة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو نعيم في معرفة الصحابي، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ورواه الديلمي في الفردوس، والبغوي في معجم الصحابة، وعبدالله بن أحمد بن حنبل في المسند كلهم عن أسد بن كرز، ورواه الطبراني في الكبير بلفظ: «إن المرض ليذهب الخطايا»، ورواه ابن عبدالبر في الاستيعاب، ورواه في معجم ابن قانع بلفظ: «الحمى تحت الخطايا ..»، وفي صحيح البخاري: «ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتّ الله عنه خطاياه كما تحاتّ ورق الشجر»، ورواه في مسلم بتغيير في اللفظ لا يخل بالمعنى، وأحمد في مسنده، والدارمي في سننه، والنسائي في سننه، والبيهقي في سننه، والبغوي في شرح السنة، وأبو يعلى في مسنده، والطيالسي في مسنده، وأبو نعيم في الحلية.

(٢) في (أ): لقوله.

(٣) رواه البيهقي في شعب الإيمان وابن أبي الدنيا في الرضا عن الله، وفي المرض والكفارات.