[إيلام المكلف]
  كيوم ولدته أمه»(١).
  قال: ووجه هذا الخبر أنَّا نقول: إن الله سبحانه أعلمُ بمقادير الثواب من خلقه، الملائكة وغيرهم، فلا يمتنع مع ذلك أن يعلم أن ثواب صبر المؤمن يزيد على ثواب طاعاته من صلاته وصومه وحجه وجهاده وسائر أعمال الصحة، يؤيد ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزُّمَر: ١٠]، وهذا دليل على كثرته وعِظَمِهِ، فصدَّق الكتابُ السنةَ للمتوسِّمين وما يعقلها إلا العالمون. انتهى.
  وروى البخاري بإسناده إلى أبي بردة(٢) قال: سمعت أبا موسى(٣) مراراً يقول: قال رسول الله ÷: «إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مُقيماً صحيحاً»(٤).
  (ويمكن أن يكون إيلام من قد كَفَّرَ اللهُ عنهُ جميعَ سيئاته كالأنبياء À تعريضاً) من الله تعالى لهم (للصبر على الألم والرضا به فقط) أي: لا لغير ذلك؛ (إذ
(١) رواه الإمام عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة، وأخرج قريباً منه المرشد بالله # في الخميسية بلفظ: «ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء ... إلخ» وروى حديث المرشد بالله ابن أبي شيبة في مصنفه، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى ابن أبي شيبة، والطبراني، والدارقطني، والبيهقي.
(٢) أبو بردة بن نيار - بكسر النون فمثناة تحتية مخففة فألف فمهملة - اسمه هانئ، وقيل: مالك، واسم أبيه نيار، وقيل: عبدالله، البلوي، من أكابر الصحابة وفضلائهم، شهد العقبة وأحداً وما بعدها، وشهد مع الوصي # حروبه كلها، وهو خال البراء بن عازب، توفي سنة إحدى وأربعين. (لوامع الأنوار باختصار).
(٣) عبدالله بن قيس هاجر الحبشة وقدم مع الطيار، واستعمله النبي ÷ على زبيد وعدن وساحل اليمن، أحد الحكمين، وخديعة عمرو له مشهورة، كان أمير المؤمنين يلعنه في القنوت ومعاوية وعمراً، وروى الناصر بسنده إلى عمار أنه قال لأبي موسى: أشهد لقد كذبت على رسول الله ÷ أو كما قال. توفي سنة اثنتين أو أربع وأربعين. (الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى باختصار).
(٤) رواه البخاري في صحيحه، وأحمد بن حنبل في مسنده، والبيهقي في سننه، وغيرهم.