عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 37 - الجزء 1

  ولفظ «الله» اسم للباري تعالى مختص به بإزاءِ مدحٍ كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  و «الرحمن الرحيم» صفتان له جل وعلا مجازيَّتان أو حقيقتان دينيَّتان على ما اختاره #.

  (الْحَمْدُ لِلهِ) أي: جميع الحمد لله، أي: لا يستحق الحمد الحقيقي إلا الله تعالى، والحمد: هو الثناءُ الحسن والوصف الجميل على الفواضل والفضائل مطلقاً. وقيل: الفضائل الاختيارية لا نحو تمام الشكل وحسن الوجه. ولا يكون إلا قَوْلاً باللِّسان.

  والشكر لا يكون إلَّا على الفواضل وهي النعم، ويكون بالجَنَانِ واللّسان والأركان.

  والمدح كالحمد، إلا أنه يكون على الفواضل والفضائل، وهي صفات الكمال اتفاقاً، والمُتَّبع في ذلك استقراء اللغة.

  وقال صاحب الكشاف⁣(⁣١): فإن قلت: فإن العرب تمدح بالجمال وحسن الوجوه وذلك فعل الله تعالى، وهو مدح مقبول عند الناس، قلت: الذي سوَّغ ذلك لهم أنهم رأوا حسنَ الرُّواء⁣(⁣٢) ووسامةَ المَنْظَر في الغالب تُسْفر⁣(⁣٣) عن مَخْبرٍ رضيّ وأخلاقٍ محمودةٍ، ومن ثمَّ قالوا: أحسن ما في الدميم⁣(⁣٤) وجهه، فلم يجعلوه من صفات المدح لذاته، ولكن لدلالته على غيره، على أن من محققي النُّقَّاد وعلماء المعاني من دفع صحة ذلك، وخطَّأَ المادح به، وقصر المدح على النعت بأُمّهات الخير، وهي: الفصاحة والشجاعة والعدل والعفة، وما يتشعب


(١) هو الزمخشري ستأتي ترجمته.

(٢) الرُّوَاء - بالضم -: حُسْنُ المنظر. (مختار الصحاح).

(٣) أي: تدل. من هامش (أ).

(٤) الدَّمِيمُ - كَأَمِير -: الحَقِيرُ والقَبِيحُ. قال ابنُ الأعرابِيّ: الدَّمِيمُ بالدَّال في قَدّه، وبالذّال في أَخلاقِه. تاج العروس مادة (د م م).