عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في ذكر الرزق

صفحة 392 - الجزء 1

  وقالت (الإباحية) وهم فرقة من الباطنية: (بل يحل كل ما عُلِمَ من الدين تحريمه من الأموال والفروج وقتل النفس بغير حق وغير ذلك) من المحرمات، وسواء كانت عقلية أو شرعية، وما جاء في الكتاب الكريم والسنة مما يدل على التحريم فإنهم يتأولونه على ما يُوافق هواهم، ويقولون: إنَّ له باطناً خلاف ظاهره.

  وقالت (المُزدكِيَّة) وهم فرقة من الثنوية منسوبون إلى رجل يُسَمَّى مُزْدَك ويزعمون أنه نبي وقد تقدم ذكرهم (والصوفية) وقد تقدَّم ذكرهم: (بل يحل كل ما عُلِمَ من الدين تحريمه من الأموال والفروج وغير ذلك) من سائر المحرمات كالزنا واللواط والتدفيف والغِناء والزَّمر والرَّقص وغير ذلك (إلَّا القتل) فإنهم لا يجيزونه، (قالوا: لأن المال مال الله) لا مِلْكَ للمخلوق فيه (والعبد عبد الله) فيحل لعبده تناولُ ماله، (و) قالوا: إن (تناول النكاح) من زنا وغيره (محبةٌ لله؛ لحلوله) تعالى - عز وعلا عن ذلك - (في المنكوح) بناءً على أنه تعالى يحل في الصور الحِسَان (تعالى الله عن ذلك) علواً كبيراً.

  (لنا) عليهم جميعاً: (قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}⁣[المائدة ٣] هذه (الآية وغيرها) كقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ} الآية [النساء ٢٣]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا ...} الآية [آل عمران ١٣٠]، (وقوله تعالى): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}) الآية [النساء ٢٩] (وقوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى) إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}⁣[الإسراء ٣٢]، (ونحوها) كقوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}⁣[المائدة ٩٠]، ونحوها من الآيات كثير.