عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في ذكر الرزق

صفحة 393 - الجزء 1

  (و) لنا أيضاً (ما ورد في قوم لوط) من العذاب والآيات الناعية عليهم قبحَ أفعالِهم⁣(⁣١)، (وقوله تعالى:) {وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}) [الأنعام: ١٥١]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا ..} الآية [النساء: ٩٣].

  (وهم) أي: الإباحية والصوفية (يتأولون هذه الآيات) المتقدم ذكرها (على ما يحبون ويطابق هواهم، وإن كان الكلام لا يحتمله) أي: لا يحتمل التأويل؛ (لأنهم باطنية) فهم (لا يتقلدون بشيء من الشرائع) التي أمر الله بها ونهى عنها، فهم في الحقيقة من فرق الملحدين، (نحو تأويلهم قوله ÷: «لا نكاح إلا بولي وشاهِدَي عدل» بأن الوليَّ: الذَّكَرُ، وشاهدي العدل: الخصْيَتَان على ما هو مقرر في كتبهم)، هكذا رواه الإمام # عنهم. وقولهم: إن ثعبان موسى: عبارة عن حجته، وإحياء الموتى: عبارة عن العلم، ونبع الماء من بين أنامل النبيء ÷: إشارة إلى كثرة علمه، وأن الجنابة: إظهارُ العلم إلى غير أهله، وغير ذلك، (وذلك) منهم تصميم على الإلحاد و (رَدٌّ لِمَا عُلِمَ من الدين ضرورة، فهو تكذيب لله ورسوله(⁣٢)).

  قال (المسلمون: وما حِيْزَ من مباح) أي: ما حازه أحد من مباح، كالماء والحطب والصيد والأرض البيضاء التي لا ملك فيها لأحدٍ (أو) حِيْزَ (بتكسب مشروع) أي: بإذن الشارع (نحو الشراء) والاتهاب والإجارة، ونحو ذلك - (فهو ملك مَن حازه) ولا يجوز لغيره تناوله إلا برضاه.

  وقالت (المطرفية) وهم فرقة من الزيدية منسوبون إلى مُطَرَّف⁣(⁣٣) بن شهاب


(١) في (ب): أعمالهم.

(٢) في الأصل: «ولرسوله». وفي (أ، ب): ورسوله.

(٣) قال في مطلع البدور: هو مطرف بن شهاب بن عمرو بن عمرو بن عباد الشهابي، من بني شهاب حيدان من بلاد القد من بلاد خولان قضاعة. انتهى. وقال الإمام الحجة مجدالدين بن =