عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[شرائط حسن التكليف]

صفحة 398 - الجزء 1

(فصل): [في ذكر التكليف]

  (والتكليف لغة: تحميل ما يَشُقُّ)، يقال: كلَّفني فلان عمل كذا، أي: حمَّلني مشقته وثقله. ويدخل في ذلك الفعلُ والتركُ، نحو: كلفني ترك الأكل وترك الشرب.

  (و) حقيقة التكليف (اصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل الشرع الذي تعارفوا عليه، فهي عرفية خاصة: (البلوغ والعقل) فيقال: فلان مكلف، أي: بالغٌ عاقلٌ، وأصله من تسمية السبب باسم المُسَبّب.

  (و) حقيقته (شرعاً) أي: الحقيقة التي أثبتها الشارع: (تحميل الأحكام) الخمسة عقلية [كانت⁣(⁣١)] أو شرعية، فيقال: فلان مكلف، أي: محمَّل فعل الصلاة وسائر الواجبات الشرعية والعقلية، وكذلك هو محمل فعل المندوب وترك المكروه على وجه التحبيب لا الحتم، ومحمل معرفة حكم المباح، فحقيقته في الشرع بعض حقيقته في اللغة.

  (ووجه حسنه: كونه عرْضاً على الخير) وهو الفوز بالنعيم الدائم والدرجات العالية في جنات عدن مع التعظيم الذي لا يكون إلَّا مع الثواب (كما مر) ذكره في مسألة إيجاد الخلق سواءً سواءً.

  وأيضاً قد تقرر أن الله تعالى عالم غني حكيم فإذا صدر من جهته تعالى فعلٌ وغَمُضَ علينا وجه المصلحة على جهة التفصيل رددناه إلى هذه القاعدة وقضينا بكونه حكمة وصلاحاً، سواء كان تكليفاً أو غير تكليف، وهذا جواب مُقنع لا يرد عليه شيء، وقد أشار إليه القاسم بن إبراهيم # في جواب الملحد.

[شرائط حسن التكليف]:

  قال الإمام يحيى #: شرائط التكليف:

  منها ما يرجع إلى المكلِّف الحكيم، وهو أن يكون مُنْعِماً بأُصول النعم، وهي: خلق الحيِّ، وخلق حياته، وخلق قدرته، وخلق شهوته، وإكمالُ عقله، وتمكينُهُ


(١) ساقط من الأصل و (ب)، وثابت في (أ).