عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في الألطاف

صفحة 403 - الجزء 1

  وإنما قلنا: «لأجل كونها طاعة» ليخرج ما يحمل على ذلك وليس بلطف، كمحبة الشَّرف والسُّمعة، فإنها وإن حملت على فعل الطاعة أو ترك المعصية فليست لطفاً في الاصطلاح.

  وقلنا: «من دون إلجاءٍ» يخرج ما يحمل على ذلك على جهة القسر والإلجاء فلا يُسَمَّى لطفاً. وأمَّا ما قرَّب من القبيح فلا يُسَمَّى في الاصطلاح لطفاً، بل يُسمى مفسدة.

  قال الإمام المهدي # في الغايات: وأما قسمة اللُّطف فله ثلاثُ قِسَمٍ:

  الأولى: ينقسم إلى لطف توفيق، ولطف عصمة، ولطف مطلق.

  فالتوفيق: هو اللطف الذي تُفعل عنده الطاعة لا محالة من دون إلجاءٍ.

  والعصمة: هي اللطف الذي يُترك لأجله المعصية لا محالة من دون إلجاءٍ.

  واللطف المطلق: هو ما كان المكلف معه أقرب إلى امتثال ما كُلِّفه.

  الثانية: ينقسم إلى ما هو من فعل الله تعالى كالآلام، وإلى ما هو من فعل العبد كالصلاة، وإلى ما هو من فعل غيره وغير الله تعالى.

  الثالثة: ينقسم إلى واجبٍ، وهو الذي من فعل الله تعالى، سواء كان لطفاً في واجب أو مندوب. أو من فعلنا في واجب، وإلى مندوبٍ، وهو ما كان من فعلنا لطفاً في مندوب أو ترك مكروه. انتهى.

  قلت: وهذا بناء على أن الشرائع ألطاف، وعلى أن الألطاف واجبة على الله سبحانه وتعالى، وسيأتي خلاف ذلك.

  (والالتطاف:) هو (العمل بمقتضاه) أي: عمل المكلف بمقتضى اللُّطف من فعل الطاعة وترك المعصية.

  (و) أما (الخذلان) فحقيقته في اللغة: ترك العون والنصرة. وفي الاصطلاح: (عدم تنوير القلب بزيادة في العقل الكافي) في حسن التكليف تنويراً (مثل تنوير قلوب المؤمنين كما مَرَّ) ذكره في «فصل الكلمات التي من المتشابه».

  وقال الإمام المهدي #: هو منع اللطف ممن لا يلتطف، قال: وتسميته