[التناصف بين الظالمين والمظلومين]
  جُهْدِكُمْ أَنْعُمَهُ عَلَيْكُمُ الْعِظَامَ وَهُدَاهُ إِيَّاكُمْ لِلْإِيمَانِ).
  ومن دعاء الصحيفة لزين العابدين علي بن الحسين @: (إلهي، لَوْ بَكَيْتُ لَكَ حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيَّ، وَانْتَحَبْتُ لَكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتِي، وَقُمْتُ لَكَ حَتَّى تَنْتَثِرَ قَدَمَايَ، وَرَكَعْتُ لَكَ حَتَّى يَنْخَلِعَ صُلْبِي، وَسَجَدْتُ لَكَ حَتَّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتَايَ، وَأكَلْتُ تُرَابَ الأرْضِ طُولَ عُمْرِي، وَشَرِبْتُ مَاءَ الرَّمَادِ آخِرَ دَهْرِي، وَذَكَرْتُكَ فِي خِلاَلِ ذَلِكَ حَتَّى يَكِلَّ لِسَانِي، ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ طَرْفِي إلَى آفَاقِ السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْكَ - مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذَلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ [مِنْ سَيِّئاتِي]، وَإنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لِي حِيْنَ أَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ، وَتَعْفُو عَنِّي حِينَ أَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ - فَإنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِب لِيْ بِاسْتِحْقَاق، وَلا أَنَا أَهْلٌ لَهُ بِاسْتِيجَاب). انتهى.
  ورَوَى المؤيد بالله # في كتاب «سياسة المريدين» عن رسول الله ÷ أنه قال لأبي ذر |: «يا أبا ذر، إن حقوق الله جل ثناؤه أعظم من أن يقوم بها العباد ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين»(١).
  وفي أقوال قدماء العترة $ من هذا المعنى كثير.
  ولا شك أن لفظ الوجوب على الله سبحانه مُبْتَدَعٌ حادث لم يُطلقه على الله سبحانه الرسولُ ÷ ولا الصحابةُ ولا التابعون، ولا قدماءُ أئمة أهل البيت $ المطهرون.
  (قالوا) أي: قال المخالفون لنا: (قال الله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الأنعام ٥٤] (ومعنى كتب: أوجب، كقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}) [البقرة ١٨٣].
(١) أخرجه المؤيد بالله # في سياسة المريدين، وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن طلق بن حبيب التابعي موقوفاً، وكذلك المزي في تهذيب الكمال، وابن كثير في البداية والنهاية.