عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في وجوب معرفة أنه لا بد من رسول عقلا]

صفحة 5 - الجزء 2

  أن يكون نبيًّا اجتهد في الطاعة حتى يصير نبيًّا، وهذا قول باطل لا التفات إليه.

  قال العنسي: ويُشترط في النبيِّ أن يكون من جنس من أُرْسل إليهم ما خلا الجنَّ فإنه يجوز أن يُرسل إليهم [من⁣(⁣١)] غير جنسهم؛ لقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلاَئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولاً}⁣[الإسراء ٩٥].

  (والرسالةُ لغة) أي: في لغة العرب: (هي القول الُمبَلَّغُ) إلى من أُريد تبليغُه إليه.

  (وشرعاً) أي: في عرف أهل الشرع: (كالنبوءة) في حقيقتها المذكورة [سواءً]⁣(⁣٢)، (إلَّا أنه يقال) في حقيقة الرسالة (في موضع «بشريعة»: لتبليغ شريعة لم يسبقه) أي: الُمرسَل (بتبليغ جميعها أحد) فيقال في حَدِّ الرسالة: هي وحيُ الله إلى أزكى البشر عقلاً وطهارةً من ارتكاب القبائح وأعلاهم منصباً؛ لتبليغ شريعة لم يسبقه بتبليغ جميعها أحد. ولا يُشترط في الرسول أن لا يسبقه أحد بتبليغ شيء من شريعته إلى أحد؛ إذ قد تتفق الشرائع في أشياء دون أشياء.

  قيل: وأكثر أنبياء بني إسرائيل لم يُبعث بشريعة جديدة، بل بُعث بتقرير الشريعة الأولى. ومنهم من بُعث بشريعة جديدةٍ، والله أعلم.

(فصل:) [في وجوب معرفة أنه لا بد من رسول عقلاً]

  قال (الهادي #) والناصر # والإمام أحمد بن سليمان وكثير من قدماء أهل البيت $ (وأهل اللّطف) وهم البغدادية الذين أوجبوا على الله تعالى الأصلح في غير باب الدين: (ويجب على كل مكلف عقلاً) أي: يحكم العقل بأنه يجب على المكلف (أن يعلم أنه لا بُدَّ من رسول) لله سبحانه إلى خلقه، واختلفوا في عِلَّة الوجوب على المكلف بعد اختلافهم أيضاً في وجوبه على الله ø، فقال (الهادي #) وسائر أئمة أهل البيت $: لا يجب على الله


(١) مثبت من (أ).

(٢) ساقط من (أ).