عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في وجوب معرفة أنه لا بد من رسول عقلا]

صفحة 15 - الجزء 2

  الوجوب، وهو مجهول عند المكلف (هَمَلاً) أي: مُهْمَلاً منسياً؛ لمنافاته الحكمة، (وإلَّا) أي: وإن لم يقولوا بوجوب العلم بالبعثة عقلاً (قَبُحَ) ذلك التخويف؛ (حيث لم يكن) فعل ذلك المُجَوّز (واجباً)؛ إذ الوعيدُ على ما لم يجب قبيح.

  قلت: ولكنهم قالوا: إنَّا لا نقطع بالجهل ببعض المصالح وإنما نُجَوِّز ذلك تجويزاً ونجوِّزُ عدمَه، فمع تجويز عدمه لا تجوز بعثة الرسول؛ للاستغناء بالعقل، كما مرَّ ذكره عنهم.

  (و) اعلم أنه (لا خلاف في حسنها) أي: بعد وقوعها (بين الأمة) الإسلامية.

  وقالت (البراهمة) وهم فرقة من الكفار بالهند: (بل) بعثة الرسل (قبيحة)، قالوا: (إذ العقل كافٍ) في معرفة الواجبات والمقبَّحات؛ فبعثتهم لتعريف ذلك عبث، وإذا جاؤوا بما يخالف العقل لم يحسُن مِنَّا قبوله.

  وقال القاسم بن إبراهيم # في الردِّ على الرافضة ما لفظه: زعمت الرافضة أنه لم يكن قرنٌ من القرون خلا، ولا أمةٌ من الأمم الأولى، إلَّا وفيها وَصِيُّ نبيئٍٍ، أو وَصِيٌّ من وصيّ، حجةً لله قائمةً عليهم ... إلى أن قال: وما قالت به الرافضة في الأوصياء من هذه المقالة فهو قولُ فرقةٍ كافرةٍ من أهل الهند يقال لهم: البَرهمية⁣(⁣١) تزعم أنها بإمامة آدم من كل رسول وهدىً مكتفيةٌ، وأنَّ من ادَّعى بعده رسالةً أو نبوَّة فقد ادَّعى دعوى كاذبة، وأنه أوصى بنبوَّته إلى شِيْث، وأنّ شِيْثاً أوصى إلى وصيٍّ من ولده ثم يقودون وصيته، ولا أدري لعلهم يزعمون أن وصيته اليوم فيهم. انتهى.

  (قلنا) ردًّا عليهم: (لا يهتدي) العقل (إلى امتثال أمر) المالك (المنعم إلَّا بها) أي: ببعثة الرسل كما سبق ذكره.


(١) في (ب): «البراهمة».