(فصل:) [في الكتاب وهو القرآن]
  بين السور، فكان ابن كثير(١) وقالون(٢) وعاصم(٣) والكسائي يُبسملون بين كل سورتين في جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة فإنه لا خلاف في ترك البسملة بينهما، وكان الباقون فيما قرأنا لهم لا يُبسملون بين السور، وأجمعوا على أنها بعض آية من القرآن في سورة النمل.
  (و خالف أبي بن كعب(٤) في إثبات) سورة (الحمد في المصحف) فإنه زعم أنها لا تثبت في المصحف ولم يُخالف في كونها قرآناً.
  (و) خالف (ابن مسعود في إثبات المُعَوِّذتين) بكسر الواو (فيه) أي: في إثباتهما في المصحف؛ لما روي أن النبي ÷ كان يُعوِّذ بهما الحسنين @ فاعتقد أنهما عُوذَتان فقط، (لا في كونهن) أي: الحمد والمعوذتين (قرآناً) فلم يُخالف فيه أحدٌ، (والأصح ثبوت البسملة) في أوائل السور (قرآناً) ولهذا أثبتها السلف في المصحف ويجهرون بها في الصلاة(٥).
(١) عبدالله بن كثير الداري المكي، أبو معبد، أحد القراء السبعة، كان قاضي الجماعة بمكة، وكانت حرفته العطارة، ويسمون العطار (دارياً) فعرف بالداري، وهو فارسي الأصل، [مولده ووفاته] بمكة ٤٥ - ١٢٠ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى المدني، مولى الأنصار، أبو موسى، أحد القراء المشهورين، من أهل المدينة مولداً ووفاة (١٢٠ - ٢٢٠ هـ)، انتهت إليه الرياسة في علوم العربية والقراءة في زمانه بالحجاز، وكان أصم يقرأ عليه القرآن وهو ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ، و (قالون) لقب دعاه به نافع القارئ لجودة قراءته، ومعناه بلغة الروم: جيد. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٣) هو عاصم بن أبى النجود، ويقال له: ابن بهدلة، وقيل: اسم أبي النجود عبد وبهدلة اسم أمه، وهو مولى نصر بن قعين الأسدي، ويكنى أبا بكر، وهو من التابعين، وتوفى بالكوفة سنة ثمان وقيل سنة سبع وعشرين ومائة. (التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني باختصار).
(٤) أبي - بضم الهمزة وفتح الموحدة - بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي النجاري البدري، أبو المنذر وأبو الطفيل، سيد القراء، شهد العقبة الثانية وبدراً وغيرها من المشاهد، والأكثر أنه مات في خلافة عمر بالمدينة، ودفن بها ¥. (لوامع الأنوار باختصار).
(٥) الجهر بالبسملة وإثباتها آية: لم أذكر روايات العترة الطاهرة $ وشيعتهم ¤ لشهرتها =