عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في الكتاب وهو القرآن]

صفحة 61 - الجزء 2

  عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إيَّاك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجدِّ إن عذابك بالكفار مُلْحَق) قال: قال ابن جريج⁣(⁣١): حكمت البسملة أنهما سورتان. حكى ذلك الأسيوطي في الإتقان.

  قال: وأخرج محمد بن نصر المروزي⁣(⁣٢) في كتاب الصلاة عن أُبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين.

  وأما صحة السند المصطلح عليها عند أهل الحديث فهي لا تثمر العلم.

  (وذلك) أي: تجويز كونه خبراً (تشكيك في كونه قرآناً والله تعالى يقول) {الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ (لاَ رَيْبَ فِيهِ}) [البقرة] أي: لا شك ولا ارتياب في شيء منه (فلا بُدَّ من التواتر) فيه، وقد أعلمنا الله بحفظه عن الالتباس بغيره بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}⁣[الحجر ٩].

  وقوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ...» الخبر، ولا يترك الله جل وعلا كتابه حجةً على عباده إلى انقطاع التكليف إلَّا وقد ضمن بحفظه عن التغيير والتبديل والزيادة والنقصان⁣(⁣٣).


(١) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - بضم الجيم الأولى مصغر - المكي، أبو الوليد، ويقال: أبو خالد مولى أمية بن خالد بن أسيد. وأصله رومي. توفي سنة خمسين أو إحدى وخمسين أو تسع وأربعين ومائة وقد جاوز المائة (طبقات الزيدية باختصار).

(٢) محمد بن نصر المروزي أبو عبدالله، إمام في الفقه والحديث، كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة فمن بعدهم في الأحكام ولد ببغداد (٢٠٢ هـ)، ونشأ بنيسابور ورحل رحلة طويلة استوطن بعدها سمرقند وتوفي بها (٢٩٤ هـ). (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) قلت: وهذا يبطل قول بعض الإمامية أن فيه تغييراً ونقصاً فقد قال المجلسي في كتاب مرآة العقول: واختلف أصحابنا في ذلك فذهب الصدوق ابن بابويه وجماعة إلى أن القرآن لم يتغير عما أنزل ولم ينقص منه شيء، وذهب الكليني والشيخ المفيد وجماعة إلى أن جميع =