عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في المحكم والمتشابه من القرآن]

صفحة 68 - الجزء 2

  الزبانية⁣(⁣١) وحملة العرش، ويرون الوقف على الجلالة.

  قلنا: قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}⁣[آل عمران ٧] فدلَّ بذلك على أن له معنى يتبعه الذين في قلوبهم زيغ، فيجب أن يكون له معنى صحيح يتبعه من لم يكن في قلبه مرض، وإلَّا كان ذلك إغراءً بالقبيح وهو لا يجوز عليه تعالى.

  قالوا: إنا لا نُنكر أن يفهم منه معنى يتبعه من في قلبه زيغ ولكن معناه الذي أراده الله ø لا يعلمه إلَّا هو.

  (قلنا: خُوْطِبْنَا به والحكيم لا يُخاطب بما لا يُفهم)؛ لأنه يكون عبثاً وإغراءً بالقبيح وهما قبيحان، وهذا بخلاف معرفة عدد الزبانية وحملة العرش فإنه تعالى لم يُرد منا معرفة عددهم، وإنما أعلمنا تعالى أن على أهل النار زبانية موكَّلين بعذابهم، وأنه يتولى أمر الخلائق طوائف من الملائكة، ولم يخاطبنا بمعرفة عددهم، وهذا ونحوه هو مراد أمير المؤمنين # بقوله: (واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن اقتحام السُّدد المضروبة دون الغيوب الإقرارُ بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تأويل ما لم يُحيطوا به علماً، وسمَّى تركهم للتعمق فيما لم يُكلَّفوا البحث عن كُنْهِهِ رسوخاً).

  (وأيضاً الواو في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} ظاهرة في العطف) أي: في كونها واو العطف، كما هو أصل وضعها، ولا وجه يقتضي العدول عن الظاهر.


(١) أما هذا فهو قول أعلام أئمتنا كما يأتي في الصفح الأيسر في السطر الثامن قال القاسم بن إبراهيم والهادي ... إلخ؛ فانهم يقولون: إن المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله هو أوائل السور نحو: ألم، وعدد الزبانية وحملة العرش، ونحو ذلك مما ليس له ظاهر ..... [١] عليه وليس فيه خطاب ولا تكليف، وكلام أمير المؤمنين # صريح في أن الراسخين لا يعلمون المتشابه، وقد استوفيت المبحث في هذا في (لوامع الأنوار)، والله ولي التوفيق. كتبه المفتقر الى الله مجدالدين بن محمد بن منصور غفر الله لهم. [١] - هنا عبارة غير مفهومة لعلها: فيصح حمله.