عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في المحكم والمتشابه من القرآن]

صفحة 69 - الجزء 2

  (وإن سُلِّمَ عدم ظهوره) أي: الواو (كذلك) أي: في العطف (فمتشابه) أي: فالواو من المتشابه؛ (لاحتماله) أن يكون واو (الحال و) أن يكون واو (الاستئناف) أي: يكون ما بعده مستأنفاً، أي: غير معطوف على ما قبله (مع) احتمال أن يكون واو (العطف) فهذه ثلاثة معانٍ يحتملها الواو؛ فيكون من المتشابه، (فيلزمهم أن لا يحتجوا بها لكونهم لا يعلمون تأويلها)؛ لزعمهم أن المتشابه لا يعلم تأويله إلَّا الله.

  (قالوا) أي: مخالفونا في هذه المسألة: (وَرَدَ) عن النبي ÷: «الوقف على الجلالة» في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}⁣[آل عمران ٧] وذلك يدل على انقطاع ما بعد الواو عما قبلها، فدل ذلك على أن الواو للاستئناف.

  (قلنا: الوقف لا يمنع العطف؛ بدليل صحة الوقف على أوساط الآي إجماعاً) بين العلماء، (وإنما يمنع) العطف (دليلَ الإضراب عن الكلام السابق) أي: عن الحكم الثابت للكلام السابق (واستئناف ما بعده) أي: كون ما بعده منقطعاً معنىً عما تقدم، نحو أن يكون بين الكلامين كمال الانقطاع، أو لا جامع بينهما، أو يفسد المعنى مع تقدير العطف، أو نحو ذلك على ما هو مقرر في موضعه من علم المعاني، (وهو) أي: دليل الإضراب (معدوم هنا) فبقيت الواو على معناها الأصلي، وهو العطف.

  قلت: إن صح أن الوقف مأثور عن النبي ÷ فيحتمل أن يكون للفرق بين علم الله سبحانه وعلم عباده، أو لأجل أن تكون هذه الآية من المتشابه الذي يمتحن الله به المكلفين، والله أعلم.

  قال (القاسم بن إبراهيم والهادي والمرتضى والحسين بن القاسم العياني) والإمام أحمد بن سليمان ($: وفواتح السور) أي: الحروف المقطعة التي في أوائل السور (نحو: آلم) وكهيعص وطه ويس (مما استأثر الله تعالى بعلم معانيها) دون خلقه.