(فصل): [في السنة النبوية]
  وقوله ÷: «ما خلق الله من سماءٍ ولا أرضٍ أعظم من آية الكرسي»(١)، وغير ذلك.
(فصل): [في السنة النبوية]
  (و) الثاني من الأدلة:
  (السُنَّةُ)، وهي (لغةً) أي: في لغة العرب: (الطريقة والعادة)، يقال: سلك القوم سُنَّةَ آبائهم، أي: طريقتهم وعادتهم، قال الهذلي:
  فلا تجزعن من سُنَّةٍ أنت سِرْتَهَا ... فأولُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيُرها
  (و) هي (ديناً) أي: في الحقيقة الدينية التي نقلها الشارع إلى أصول الدين: (الملَّة)، يقال: سُنَّة النبي ÷، أي: ملته ودينه. وقوله ÷: «عشرٌ من سنن المرسلين»(٢)، أي: من ملتهم ودينهم.
  (و) السُنَّة (عرفاً) أي: في عرف أهل الشرع: (نقلُ خبر النبي ÷ وأمره ونهيه) إلى من لم يسمعه منه ÷، (و) كذلك (الإخبار عن فعله) ÷ فإنه يجب علينا الاقتداء به في فعله إذا عرفنا وجهه على ما هو مقرر في موضعه، (و) كذلك الإخبار عن (تقريره) ÷ لمن رآه يفعل فعلاً ولم ينهه فإنه دليل على أن ذلك الفعل غير محرم، وليس المراد أنَّ نفس النقل والإخبار هو السنة، وإنما المراد خبره ÷ المنقول ونهيه وأمره وفعله وتقريره.
  (و) السنة (في عرف الفقهاء) أي: أهل علم الفروع: (ما لازمه الرسول ÷ من النفل) وأمر به وبيَّن أنه غير واجب كرواتب الفرائض، وهذا هو المؤكَّد، وإنْ لم يأمر به فمسنون غير مؤكَّدٍ، وإن لم يلازمه فمُستحب، والله أعلم.
(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، ورواه الترمذي في سننه عن ابن مسعود موقوفاً، وسعيد بن منصور في تفسيره، والسخاوي في المقاصد الحسنة، ومحمد بن نصر المروزي في مختصر قيام الليل، وابن حجر في فتح الباري، وابن الضريس في فضائل القرآن، والذهبي في سير أعلام النبلاء، وذكره ابن السبكي في طبقات الشافعية، ولم ينكره.
(٢) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الحسين # في الشفاء، وغيرهم.